وقلت له: لا أستطيع أن أجزم بأن الولايات المتحدة ستهتم في المستقبل بزيادة رصيدها من الذهب لمجرد دفنه في الأرض على نحو ما فعلنا في الماضي بخمسة بلايين من الدولارات الذهبية دفناها في قلعة نوكس! ...
ومد ستالين يده لكي يتناول سيجارة أمريكية أخرى قدمتها إليه وهو يواصل الحديث، فقال: إن الإنتاج السوفييتي للمواد الخام التي تصدر إلى الولايات المتحدة سيعدل طبقا لحاجات الولايات المتحدة، وفي استطاعتنا أن نقدم أي مقدار تريدون إذا استطعتم إمدادنا بالمعدات اللازمة لإنتاجها، ولهذا ترانا حريصين على الحصول على قروض طويلة الأجل، وإن كان في استطاعتنا أن نستغني عنها، ولكن النتيجة في حالة الاستغناء عنها ستكون أبطأ.
فأجبته قائلا: إذا أرسلنا إليكم شتى أنواع المعدات وبعناها بأقساط طويلة الأجل، فكم يستغرق إتمام برنامجكم الخاص بالتصنيع؟ ...
فقال الماريشال ستالين وهو يؤكد بحركة من يده ما يريد أن يقول: مثل هذا البرنامج لا يمكن أن ينتهي؛ إن بلادنا واسعة الرقعة، فهي تعادل مساحة الولايات المتحدة مرتين ونصف تقريبا، وحاجاتنا عظيمة، ونمونا ضئيل، حتى إنني لا يمكن أن أتكهن بالوقت الذي نبلغ فيه كفايتنا من أي شيء، وقد وضعنا قبل الحرب مشروع السنوات الخمس، فكنا كلما أنتجنا ما نحتاج إليه ازداد شعورنا بما نفتقر إليه، وسيكون أول واجب علينا بعد انتهاء الحرب أن نعيد تعمير مناطقنا المخربة؛ فقد دمرت مدن بأكملها، وحتى المصانع الباقية لا بد من تعديلها وإصلاحها بعد ما تبين لنا من أن كثيرا مما أعد كان ناقصا ...
الإنتاج والتصدير
وقلت له: يا ماريشال ستالين، كم يلزمكم من الوقت حتى تصبحوا مصدرين، لا للمواد الخام فقط، بل وللبضائع المصنوعة أيضا؟
فقال ستالين: لن يكون ذلك قريبا؛ إذ إن أمامنا حاجات بلادنا، وهي بالغة الكثرة، عظيمة الضخامة، ولم يحدث قط أن اشتبك الاتحاد السوفييتي في صراع على الأسواق الخارجية، وسياستنا تقضي بألا نصدر سوى البضائع التي ترتبط ارتباطا مباشرا بوارداتنا، ومثال ذلك: البضائع الخام التي ندفعها مقابل الآلات الثقيلة ...
وفي هذه المرحلة كان الحديث قد بلغ حده من السرعة والحرارة، وكان يجيبني على كل سؤال إجابة كاملة سريعة، فقد سألته: وماذا عن صناعة الصلب السوفييتي؟ ماذا كان إنتاجكم فيها قبل الحرب؟ وكم يبلغ الآن؟ وماذا يكون مستقبلا؟ ومتى تصل روسيا إلى أن تكفي نفسها بنفسها في هذه الصناعة؟
وذكر ستالين الأرقام من فوره فقال: لقد كان إنتاجها قبل الحرب 22 مليون طن، ولكن كثيرا من مصانعها قد دمر بواسطة النازي، وربما بلغت هذا العام 12 مليون طن، ويجب أن تزيد بعد الحرب حتى تصل إلى 60 مليون طن.
فسألته: وماذا تصنعون بالمقادير الزائدة من الصلب؟ هل تصدرون بعضها؟
Неизвестная страница