وأردت أن أبعث الأمل في نفسه فقلت: سيكون لديكم بعد الحرب ما توزعونه ...!
فسألني: وكيف عرفت هذا؟
ولم أستطع أن أتبين ماذا يكون ذلك الرسم الذي يخرج من قلمه العابث.
وقلت: لأن إنتاج بضائع المستهلك يزداد دائما بعد الحروب، ولعلك تذكر أنه على إثر حروب نابليون ظن كثيرون من الإنجليز أن بلادهم قد منيت بالدمار في حين أن إنجلترا كانت في ذلك الوقت على عتبة عهد من الرخاء منقطع النظير دام قرنا من الزمان كاد يخلو من أي حادث يعكر صفو السلام، ولذلك فإنه إذا أتيحت للعالم فرصة طويلة من السلام بعد هذه الحرب
12
استطاعت روسيا أن توجه طاقتها المطردة الزيادة إلى إنتاج بضائع الاستهلاك ...
وكان ستالين قد تململ في جلسته مرتين أو ثلاثا، بل لقد خيل إلي مرة أنني سمعته يتنهد، ولهذا غيرت موضوع الحديث وقلت: إن صداقة الشعبين الروسي والأمريكي ربما كانت ترجع إلى أيام ثورتنا؛ فإن دول أوروبا الأوتوقراطية لم تشأ في ذلك الحين أن تتبادل التجارة مع الولايات المتحدة، ولكن قيصر روسيا كان أول من تقدم للاتجار مع بلادنا الجديدة ...
وقاطعني ستالين والابتسامة على شفتيه: ذلك لأن القياصرة وجدوا من هذا السبيل بابا للحصول على المال!
فقلت: مهما يكن من أمر، فإن الصداقة العريقة بين شعبينا قد عادت عليهما بالفائدة في الماضي، وأعتقد أن التجارة بين روسيا وأمريكا سيتسع مداها بعد هذه الحرب ...
فقاطعني وهو لا يزال مطرقا وقال: إن الكساد يصيب الدول الرأسمالية بعد كل حرب، وسينزل بكم الكساد بعد هذه الحرب! ...
Неизвестная страница