وبدلا من أن يحاول زوكوف الدفاع عن نفسه وتفنيد التهم التي وجهتها إليه اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، فوجئ الناس مرة أخرى ب «اعترافه» بأخطائه وبصحة ما نسب إليه!
وقالت صحيفة «برافدا»: إن المارشال زوكوف اعترف بأخطائه التي أدت إلى طرده من مجلس السوفييت الأعلى ومن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي. وقالت الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الروسي: إن زوكوف تعهد بعدم تكرار هذه الأخطاء.
وقد نشرت الصحيفة الشيوعية اعترافات زوكوف في مقالها الافتتاحي الذي احتل ثلاثة أعمدة جنبا إلى جنب مع البلاغ الرسمي الذي أصدرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وأعلنت فيه طرد زوكوف من مجلس السوفييت الأعلى ومن عضوية اللجنة.
وقال زوكوف في اعترافاته أمام اللجنة التي كانت مجتمعة بكامل هيئتها: «إن هذا الاجتماع كان بمثابة مدرسة حزبية لي، إنني أشعر بأسف عميق؛ لأنني أدركت هنا أمام اللجنة فقط أهمية الأخطاء التي ارتكبتها في زعامة القوات المسلحة خلال الفترة الأخيرة بصفة خاصة، وكذلك الأخطاء السياسية التي وقعت فيها بوصفي عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وفي مجلس السوفييت الأعلى.»
وقال زوكوف في اعترافاته: «إنني أود أن أعترف بصحة الانتقادات التي وجهت إلي في اجتماع اللجنة المركزية، إنني أعتبر هذه الانتقادات بمثابة مساعدة شخصية لي من جانب زملائي في الحزب، ومساعدة لبقية العسكريين على فهم مطالب وسياسة الحزب فيما يتعلق بزعامة الجيش والأسطول، والتعاليم السياسية الصحيحة للقوات المسلحة.»
ومضى زوكوف الذي كان قد فصل قبل ذلك من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في عام 1946، عندما كان ستالين لا يزال على قيد الحياة، مضى يقول: «إنني لم أستطع في ذلك الوقت أن اعترف بالأخطاء التي فصلت من أجلها من عضوية اللجنة، كما أنني لم أعترف بأن طردي من اللجنة كان إجراء صائبا، وفي الوقت نفسه رفضت الاعتراف بصحة الأخطاء المنسوبة إلي، أما الآن فالمسألة تختلف؛ إنني أعترف بأخطائي، وأنا مدرك لهذه الأخطاء إدراكا تاما، وأعد اللجنة المركزية للحزب بالتخلص منها تخلصا تاما.»
خروشيشيف (تفوق على ستالين!)
وقد أضافت صحيفة برافدا بعض التفصيلات الأخرى إلى الأسباب التي وردت في بلاغ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي عن طرد زوكوف، فقالت: إن زوكوف سمح لنفسه بتوجيه الإهانات إلى مرءوسيه ، وأنه لم يفهم التعاليم الخاصة بجيش دولة اشتراكية.
وقالت صحيفة الحزب الشيوعي الروسي: إن بعض الأصدقاء المقربين لزوكوف من زملائه في الحرب الأخيرة قد انقلبوا ضده أثناء اجتماعات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ووصفوه «بالقصير الخطير». وقالت: إن المارشال مالينوفسكي الذي خلف زوكوف في منصبه والمارشالات كونيف وركوسنسكي وفاسيلي سكولوفسكي رئيس هيئة أركان حرب الجيش الروسي وتيموشنكو، وغيرهم من الذين عرفوا زوكوف منذ أعوام طويلة مضت قد استنكروا بالإجماع مسلكه الخاطئ الذي لا يتمشى مع سياسة الحزب عندما كان وزيرا للدفاع.
وقد لوحظ في عدة دوائر دبلوماسية أنه بالرغم من القسوة التي اقترنت بطرد زوكوف، فإنه لا يمكنه أن يدعي الجهل بأن التطهير إنما هو جزء ثابت من سياسة الحزب الشيوعي السوفييتي.
Неизвестная страница