قال: "فالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز".
قال: قلت: "كنور ابن هرمز؟! "
قال: "نعم كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد ... " ١.
وبشر رسول الله ﷺ المسلمين بفتح مصر في قوله ﷺ:
"إنكم ستفتحون مصرِ، وهي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا افتتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإن لهم ذمة ورحمًاَ- أو قال: ذمة وصهرًا" ٢.
يشير بذلك إلى هاجر أم إسماعيل ﵇، وإلى مارية القبطية أم إبراهيم ابنه.
وسئل رسول الله ﷺ أي المدينتين تفتح أولًا؟ فقال:
"مدينة هرقل" ٣ إشارة إلى القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية، والمدينة الأخرى يقصد بها "روما" مركز البابوية في إيطاليا.
وهذه المبشرات ليست تنبؤات بشرية تصيب مرة، وتخطيء مرات ولكنها مبشرات يقينية، صدرت من رسولِ الله الذيَ لا ينطق عن الهوى: ﴿إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ٤ - وقد أضافت دليلًا صادقًا على وجود خطة منظمة للفتح، وعلى عدم ارتجالية الفتوحات، دفعت المسلمين لفتح الأمصار زمن الراشدين والأمويين، وهم على يقين من تحقيق ذلك.
وكان القادة يُرَغّبون جند الإسلام في الجهاد، ويعلمونهم ما وعد الله نبيه من النصر، وإظهار دينه٥.