231

Хутбы и уроки шейха Абдуль Рахима Ат-Тахана

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Жанры

فإثبات أهل السنة الكرام لصفات الكريم الرحمن إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف (١) وبعبارة أخرى: تقوم طريقتهم على إثبات الأسماء والصفات مع نفي مماثلتها للمخلوقات. إثباتًا بلا تمثيل، وتنزيهًا بلا تعطيل، كما قال العلي الكبير: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ الشورى١١ ففي قوله – جل وعلى –: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ" رد للتشبيه والتمثيل، وفي قوله: " وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " رد للإلحاد والتعطيل (٢) .

(١) وهذا هو قول الإمام الخطيب البغدادي، ونقله عن السلف الكرام. ففي تذكرة الحافظ: (٣/١١٤٢) نقلا ً عنه: أما الكلام في الصفات، فإن ما روي منها في السنن الصحاح مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظاهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، وقد نفاها قوم فأبطلوا ما أثبته الله وحققها قوم من المثبتين فخرجوا في ذلك إلى ضرب من التشبيه والتكييف، والفصل إنما هو سلوك الطريقة المتوسطة بين الأمرين، ودين الله بين الغالي فيه، والمقصر عنه، والأصل في هذا أن الكلام في الصفات فرع الكلام في الذات، ويحتذى فيه حذوه ومثاله، وإذا كان معلوم أن إثبات رب العالمين إنما هو إثبات وجود لا إثبات كيفية، وفكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف ١٠هـ ونقل الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ أيضًا: (٣/٩٤٩) نحوه عن شيخ الإسلام الإمام أبي بكر الإسماعيلي. وفي كتاب العلو: (١٠٦) عن مفتي المدينة المنورة ابن الماجشون، وفيه في: (١٧١) عن الحافظ بن منده وفي: (١٧٧) عن الإمام معمر بن أحمد الأصبهاني، وفي مجموع الفتاوى: (٥/٥٩) بعد نق الكلام المتقدم عن الخطيب والخطابي أيضًا: وهذا الكلام قد نقل نحوًا منه من العلماء من لا يحصى عددهم مثل الإسماعيلي.....إلخ.
(٢) وهذا هو كلام شيخ الإسلام في الرسالة التدمرية: (٨) في بيان طريق السلف المرضية، وفي صفات رب البرية – جل وعلا – وهو في مجموع الفتاوى: (٣/٤، ٦/٥١٥) ..

1 / 231