228

Хутбы и уроки шейха Абдуль Рахима Ат-Тахана

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

Жанры

وهيهات أن تسمح الأعصار المتأخرة بواحد من هذا الضرب، فإن سمحت به نصب له أهل البدع الحبائل، وبغوه الغوائل، وقالوا: مبتدع محدث (١) فإذا وفقه الله – جل وعلا – لقطع
المبحث الثاني: طريقة أهل السنة الكرام في صفات الرحيم الرحمن – جل وعلا –:
تقدم في المبحث السابق أن مصدر الكلام في صفات الملك العلام منحصر فيما بينه خير الأنام – ﵊ –، وقد تقدم سرد الأدلة الدالة على كون النبي – ﷺ – بين أسماء الله وصفاته بيانًا محكمًا سديدًا، وفصل الكلام في هذا تفصيلا ً رشيدًا فلسنا بعد بيانه وتفصيله بحاجة إلى بيان أحدٍ أو تأويله، ولذلك عول أهل السنة الكرام في إيمانهم بصفات الرحمن على ما ورد في القرآن، وثبت عن النبي – ﷺ –، وعليه درج الصحابة الكرام، وتابعوهم بإحسان.

(١) وبذلك تعلم حرص الشيطان على إيقاع الناس في البدع، وتفضيلهم ذلك على إيقاعهم في الكبائر الفظيعة، وذلك لأن أهل الكبائر يشعرون بالتقصير، ورجوعهم إلى الحق سهل، بخلاف أهل البدع الزائغين، فهم يزدرون المتمسك بالحق المبين، وهيهات هيهات أن يوفقوا للعودة إلى الصراط المستقيم، ولذلك قال سفيان الثوري إمام المسلمين – عليه رحمة رب العالمين – كما في شرح السنة: (١/٢١٦)، وتلبيس إبليس: (١٣) البدعة أحب إلى إبليس من المعصية لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها أ. هـ وكل من أعرض عن السنة فهو مبتدع قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في إغاثة اللهفان: (١/٢١٤): المعرض عن التوحيد مشرك شاء أم أبى، والمعرض عن السنة مبتدع ضال شاء أم أبى أ. هـ ولذلك قال العلماء في تعريف البدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه كما في جامع العلوم والحكم: (٢٥٢) والباعث على إنكار البدع والحوادث: (٢٠)، وإقامة الحجة على أن الإكثار في التعبد ليس ببدعة: (١٩)، والاعتصام: (١/٣٧) .

1 / 228