الأمر الحادي عشر: قوله ﷺ: «التقوى ها هنا» وأشار إلى صدره. الحديث فيه البيان بأن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، فرب من يحقره الناس؛ لضعفه، وقلة حظه من الدنيا وهو أعظم قدرًا عند الله تعالى ممن له قدر في الدنيا؛ فإن الناس إنما يتفاوتون بحسب التقوى. والتقوى: أصلها في القلب، وإذا كانت التقوى كذلك فلا يطلع على حقيقتها إلا الله تعالى، ولكن التقوى يصدقها العمل.
الأمر الثاني عشر: قوله ﷺ: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم»، الحديث يدل على أن احتقار المسلم من الأمور الخطيرة، وأنه يكفي من الشر؛ لخطره؛ ولأنه لم يحتقر أخاه إلا لتكبره عليه، والكبر من أعظم خصال الشر؛ ولهذا قال ﵊: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه