Книга управления или повести царей
سياست نامه أو سير الملوك
Исследователь
يوسف حسين بكار
Издатель
دار الثقافة - قطر
Номер издания
الثانية، 1407
عليكم منذ الان أن تحسنوا معاملة خلق الله عز وجل وتخففوا الوطء على الرعية وألا تؤذوا الضعفاء وأن ترعوا للعلماء والحكماء حرماتهم وتخالطوا الأخيار وتجالسوهم وتتجنبوا الأشرار وعشراء السوء وألا تسيئوا إلى المتقين والزهاد وأشهد الله وملائكته على نفسي بانني سأنحيي كل من لايسير على هذا النهج ولن أبقيه فقالوا جميعا سمعا وطاعة سننفذ هذا بحذافيره
وبعد أيام عاد الجميع إلى أعمالهم واستمروا في ديدنهم السابق ظلما ونهبا غير ابهين بأنوشروان الذي ما انفكوا يعدونه طفلا وكان كل واحد من أولئك العصاة يظن أنه هو الذي جاء به إلى العرش وأن بقاءه ملكا أو عدمه رهن إرادته ولزم أنوشروان الصمت وسكت عنهم سنوات على مضض
كان لأنوشروان قائد كبير هو والي أذربيجان الذي لم يكن في المملكة كلها أمير أو قائد أقوى منه أو أكثر نعمة ولم يكن لأحد ما كان له من الات وعدد وجند وممتلكات وكان مما يراود نفس ذلك القائد أن يقيم لنفسه مقرا وبستانا في ضواحي المدينة التي كان فيها لقد كانت في تلك البقعة قطعة أرض لإمرأة عجوز لا يتجاوز نتاجها السنوي حصة الملك وزارعها وشيئا ضئيلا يبقى لها هو عبارة عن أربعة أرغفة من خبز الشعير يوميا على مدار السنة كلها فكانت العجوز تشتري بأحدها طعاما وباخر زيتا لسراجها وتحتفظ بالثالث لفطورها والرابع والأخير لعشائها وكان الناس يتصدقون عليها بملابسها وثيابها ولم تكن المسكينة تبرح بيتها وكانت تقضي عمرها في مشقة وفاقة وعوز
ورأى القائد أنه من المناسب أن يضم قطعة الأرض تلك لتصبح في جملة بستانه وقصره فأرسل إلى العجوز شخصا يقول لها بيعيني قطعة أرضك فإنني في حاجة إليها قالت لا أبيعها فإنني أحوج إليها لأنني لا أملك من الدنيا سواها ومنها أعيش والإنسان لا يبيع مصدر رزقه قال ادفع إليك ثمنها أو أعوضك بها قطعة أخرى تعدلها محصولا قالت العجوز إن أرضي هذه حلال ورثته عن والدي وهي قريبة من مصدر المياه وانني على وفاق مع جيراني الذين يحترمونني ويحبونني وليست لأرضك هذه الميزات فكف عن أرضي
غير أن القائد لم يعر اهتماما لكلامها بل استولى على الأرض ظلما وعنوة وسحب عليها سور بستانه وضمها إليه فأسقط في يد المرأة ورضخت لقبول ثمن الأرض أو ابدلها وألقت بنفسها امامة قائلة الثمن أو البديل فلم يصغ إليها أو يكلف نفسه
Страница 69