Книга управления или повести царей
سياست نامه أو سير الملوك
Исследователь
يوسف حسين بكار
Издатель
دار الثقافة - قطر
Номер издания
الثانية، 1407
ويجب الاستفسار عن أحوال الوزراء سرا لمعرفة ما إذا كانوا يسيرون الامور على النحو الصحيح أم لا لان صلاح الملك والمملكة أو فسادهما منوطة بهم فباستقامة الوزير وحسن مسلكه إعمار للمملكة وتقدمها وإسعاد للرعية والجيش ورفاههما وراحة الملك واطمئنانه وبانحراف الوزير يتسرب التصدع الذي لا يمكن رأبه الى المملكة فتظل في اضطراب دائم ويظل الملك حيران مضطربا
بهرام جور والوزير الخائن
يقال انه كان لبهرام جور وزير يدعى راست روشن اعتمد عليه وسلمه كل مقاليد المملكة ولم يكن يلتفت لكلام أحد فيه أما هو نفسه فكان يجري ليل نهار وراء ملذاته من تنزه وصيد وشراب وحدث أن قال راست روشن لوكيل بهرام جور مرة ان الرعية أخذوا لكثرة عدلنا يتجرأون علينا ويتمادون فإذا لم يعاقبوا فإنني أخشى والملك في شغل بالشراب والصيد عن شؤون الرعية أن يحدث مالا تحمد عقباه فلتعاقبهم أنت إذن قبل أن يفسدوا وعقابهم إنما يكون بأحد امرين أحدهما التخلص من الأشرار والآخر غصب أموال الأخيار والفضلاء ولتقبض على من أشير عليك به وأخذ راست روشن كلما قبض وكيل بهرام على أحد وحبسه يتدخل شخصيا ويأخذ منه رشوة ويقول للوكيل أطلق سراح هذا إلى أن نهبوا كل ما كان لدى الناس من أموال وخيول وغلمان وجوار وأملاك وضياع فأفقرت الرعية وشتت الفضلاء والمشاهير ولم يعد يدخل الخزانة من شيء
بعد مضي فترة على هذا طلع لبهرام جور أحد أعدائه فأراد أن يصل جيشه بصلات وهبات ويقويه ثم يوجهه لمقابلة عدوه لكنه لما صار الى الخزانه لم يجد فيها شيئا ولما سأل مشاهير المدينة ورستاق البلاد ورؤسائهما قالوا لقد ترك فلان وفلان ممتلكاتهم وثروتهم منذ سنوات ومضوا إلى الولاية الفلانية فقال لماذا قالوا لا ندري ولم يجرؤ أحد على أن يقول له الحقيقة خوفا من الوزير
وقضى بهرام جور يومه وليلته تلك يفكر في الأمر لكنه لم يستطع الاهتداء إلى مواطن الخلل فركب في اليوم التالي لقلقه واضطرابه إلى الصحراء وحيدا وراح يقطعها بالتفكير حتى أنه لم يدر كيف أن الشمس توسطت كبد السماء وكيف أنه قطع ستة أو سبعة فراسخ واشتد عليه الحر وغلبه العطش فاحتاج إلى جرعة ماء ولما مد بصره في الصحراء رأى دخانا يتصاعد من بعيد فقال لا بد من وجود أناس هناك واتجه
Страница 59