مصَالح سائمته من الْكلأ وَالْمَاء نَهَارا وَمن الحظائر والزراب لَيْلًا وَإِن يذكي عيونه فِي كلائها ويبث كلابه فِي أقطارها ليحرسها من السبَاع العادية وَمن الْآفَات الطارقة وَمن السرق والغارة والنهب وَإِن يخْتَار لَهَا المشتى الدفئ والمصيف الرّيح ويرود لَهَا فِي طلب الْكلأ والنطف الْعَذَاب وَإِن يتحين وَقت عَملهَا وَإِن يترقب حيت نتاجها وَيلْزمهُ بعد ذَلِك أَن يَسُوقهَا إِلَى مصالحها ويصرفها عَن متالفها بنعيقه وصفيره وبزجره ووعيده فَإِن كَفاهُ ذَلِك فِي حسن انقيادها واستقامة ضلعها وَإِلَّا أقدم عَلَيْهَا بعصاه كَذَلِك يلْزم ذَا الْأَهْل وَالْولد والخدم والتبع مِمَّا يحِق عَلَيْهِ من حفظهم وحياطتهم وَمن تحمل مؤنهم وإدرار أَرْزَاقهم وإحسان سياستهم وتقويمهم بالترغيب والترهيب وبالوعد الْوَعيد وبالتقريب والتبعيد وبالإعطاء والحرمان حَتَّى تستقيم لَهُ قناتهم
فهذة أقاويل مجملة فِي وجوب السياسة وَالْحَاجة إِلَيْهَا وسنتبعها بأمثلة مفسرة فِي أَبْوَاب مفصلة بعد أَن نقدم قبلهَا بَابا فِي سياسة الرجل نَفسه فَإِن ذَلِك أحسن فِي النّظم وأبلغ فِي النَّفْع إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1 / 86