131

Жизнеописания праведных предшественников

سير السلف الصالحين

Исследователь

د. كرم بن حلمي بن فرحات بن أحمد

Издатель

دار الراية للنشر والتوزيع

Место издания

الرياض

فَصْلٌ
أخبرنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ السِّمْسَارُ، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ زَغَبَهُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَيْرَ بْنَ سَلَمَةَ الدُّؤَلِيَّ، يَقُولُ: إِنَّهُ خَرَجَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁، أَوْ أَخْبَرَ عُمَيْرُ مَنْ كَانَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: فَأَتَيْنَا عُمَرَ نِصْفَ النَّهَارِ وَهُوَ قَائِلٌ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ، إِذْ جَاءَتْ أَعْرَابِيَّةٌ، فَتَوَسَّمَتِ النَّاسَ، فَجَاءَتْهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي امْرَأَةٌ مِسْكِينَةٌ وَلِي بَنُونَ، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَانَ بَعَثَ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ سَاعِيًا فَلَمْ يُعْطِنَا، فَلَعَلَّكَ، يَرْحَمُكَ اللَّهُ، أَنْ تَشْفَعَ لَنَا إِلَيْهِ، قَالَ: فَصَاحَ: يَا يَرْفَأُ، ادْعُ لِي مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ، فَقَالَتْ: إِنَّهُ أَنْجَحُ لِحَاجَتِي أَنْ تَقُومَ مَعِيَ إِلَيْهِ، قَالَ: إِنَّهُ سَيَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَجَاءَهُ يَرْفَأُ، فَقَالَ: أَجِبْ، فَجَاءَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَاسْتَحْيَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَ عُمَرُ ﵁: وَاللَّهِ مَا آلُو أَنْ أَخْتَارَ خِيَارَكُمْ، كَيْفَ أَنْتَ قَائِلٌ إِذَا سَأَلَكَ اللَّهُ عَنْ هَذِهِ؟ فَدَمِعَتْ عَيْنَا مُحَمَّدٍ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ ﵁: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ إِلَيْنَا مُحَمَّدًا نَبِيَّهُ ﷺ فَصَدَّقْنَاهُ وَاتَّبَعْنَاهُ فَعَمِلَ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ فَجَعَلَ الصَّدَقَةَ لِأَهْلِهَا مِنَ الْمَسَاكِينَ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَخْلَفَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَعَمِلَ بِسُنَّتِهِ

1 / 138