وَالصبيان" ١.
فَمن٢ وَقع فِي الْأسر من نِسَائِهِم وصبيانهم صَار رَقِيقا وَكَانَ حكمه حكم سَائِر أَمْوَال الْغَنِيمَة خمسه لأهل الْخمس وَأَرْبَعَة أخماسه للغانمين، وَكَذَلِكَ حكم عبيدهم إِذا وَقَعُوا فِي الْأسر٣.
أما الرِّجَال الْأَحْرَار العاقلون البالغون٤ إِذا وَقَعُوا فِي الْأسر فالإمام فيهم بِالْخِيَارِ بَين أَن يقتلهُمْ صبرا٥، وَبَين أَن يمن عَلَيْهِم فيخلي سبيلهم وَبَين أَن يفاديهم وَيكون مَال الْفِدْيَة فِي الْغَنِيمَة وَبَين أَن يسترقهم فيقسمهم كَسَائِر أَمْوَال الْغَنِيمَة ويختار مِنْهَا مَا هُوَ أَنْفَع للْمُسلمين٦.
وَهل يحل قتل شيوخهم الَّذين لَا قتال مِنْهُم٧ نظر إِن كَانَ شَيخا لَهُ رَأْي فِي الْحَرْب جَازَ قَتله٨.
قتل دُرَيْد بن الصمَّة٩ يَوْم حنين وَهُوَ ابْن خمس وَمِائَة١٠ سنة وَكَانَ
_________
١ - مُتَّفق عَلَيْهِ. انْظُر: صَحِيح البُخَارِيّ - كتاب الْجِهَاد وَالسير - بَاب قتل النِّسَاء فِي الْحَرْب٤٧٤، صَحِيح مُسلم - كتاب الْجِهَاد وَالسير - بَاب تَحْرِيم قتل النِّسَاء وَالصبيان فِي الْحَرْب ٣١٣٦٤.
٢ - فِي د: (وَمن) وَفِي أ: (من) .
٣ - انْظُر: منهاج الطالبين ١٢٦، تحفة الْمُحْتَاج ٩٢٤٦.
٤ - فِي أ: (البالغون العاقلون) .
٥ - وَيكون ذَلِك بِضَرْب الرَّقَبَة لَا بالتحريق والتغريق. انْظُر: مُغنِي الْمُحْتَاج ٤٢٢٨.
٦ - انْظُر: التَّنْبِيه ١٤٢، الْمُهَذّب ٢٢٣٧، رَوْضَة الطالبين ١٠٢٥١، مُغنِي الْمُحْتَاج ٤٢٢٨.
٧ - فِي أ: (فيهم) .
٨ - انْظُر: الْمُهَذّب ٢٢٣٤.
٩ - دُرَيْد بن الصمَّة الْجُشَمِي الْبكْرِيّ من هوَازن، من الشُّعَرَاء المعمرين فِي الْجَاهِلِيَّة، كَانَ سيد بني جشم وفارسهم وَقَائِدهمْ، عَاشَ حَتَّى سقط حاجباه على عَيْنَيْهِ وَأدْركَ الْإِسْلَام وَلم يسلم فَقتل على دين الْجَاهِلِيَّة يَوْم حنين. انْظُر: تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات ١١٨٥، خزانَة الْبَغْدَادِيّ ٤٤٤٦، المحبر ٢٩٨، الْأَعْلَام ٢٣٣٩.
١٠ - فِي ظ: (خمس مائَة) .
1 / 296