أمرّ أَمِيرا على جَيش أَو سَرِيَّة أوصاه فِي خاصته بتقوى الله وَمن مَعَه١ من الْمُسلمين خيرا٢.
يكره الْغَزْو بِغَيْر إِذن الإِمَام أَو الْأَمِير من قبله، لِأَن الإِمَام والأمير أعرف بِأَمْر الْغَزْو ومصالحه من غَيره.
فَلَو غزا قوم دون٣ إِذْنه جَازَ، لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ أَكثر من التَّغْرِير بِالنَّفسِ٤ وَذَلِكَ جَائِز فِي الْجِهَاد٥؛ لِأَن٦ النَّبِي ﷺ بعث عَمْرو٧ ابْن أُميَّة الضمرِي٨ ورجلًا من الْأَنْصَار٩ سَرِيَّة وَحدهَا١٠. وَبعث عبد الله ابْن أنيس١١ سَرِيَّة
_________
١ - فِي د: (وَمن تبعه) .
٢ - رَوَاهُ مُسلم. انْظُر: صَحِيح مُسلم: كتاب الْجِهَاد وَالسير - بَاب تأمير الإِمَام الْأُمَرَاء على الْبعُوث ٣/١٣٥٧.
٣ - فِي د: (بِغَيْر) .
٤ - التَّغْرِير بِالنَّفسِ: المخاطرة والتقدم على غير ثِقَة وَمَا يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاك. انْظُر: النّظم المستعذب ٢/٢٣٠.
٥ - انْظُر: الْمُهَذّب ٢/٢٣٠ منهاج الطالبين ١٢٦.
٦ - فِي ظ: (فَإِن) .
٧ - فِي ظ: (عمر) .
٨ - عَمْرو بن أُميَّة بن خويلد الضمرِي شُجَاع من الصَّحَابَة، اشْتهر فِي الْجَاهِلِيَّة، وَشهد مَعَ الْمُشْركين بَدْرًا، وأحدًا ثمَّ أسلم، عَاشَ أَيَّام الْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَشهد وقائع كَثِيرَة، مَاتَ فِي الْمَدِينَة نَحْو سنة ٥٥هـ انْظُر: الْإِصَابَة٢/٥١٧، تذهيب التَّهْذِيب ٣/٢٨٠ تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات ٢/٢٤، الْأَعْلَام ٥/٧٣.
٩ - هُوَ جَابر بن صَخْر الْأنْصَارِيّ. انْظُر: السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام ٤/٢٨٢.
١٠ - انْظُر: السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام ٤/٢٨٢.
١١ - أَبُو يحيى عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرَام، شهد الْعقبَة فِي السّبْعين من الْأَنْصَار، وَشهد بَدْرًا وأحدًا وَالْخَنْدَق وَسَائِر الْمشَاهد مَعَ رَسُول الله ﷺ، وَقيل: لم يشْهد بَدْرًا. انْظُر الِاسْتِيعَاب ٢/٢٤٩، الْإِصَابَة ٢/٢٧٠، تَهْذِيب الْأَسْمَاء واللغات ٢/٢٤٩.
1 / 274