Арабские народные эпосы и сказания
السير والملاحم الشعبية العربية
Жанры
وعلى سبيل المثال، فلنا أن نتصور أن عمر الانتقال إلى مرحلة الإعلام الإلكتروني - الراديو - لم يتعد حلقة واحدة أو نصف قرن، وقبلها كانت الغلبة للنص الشفاهي وذيوعه عن طريق أدواته، وهم الحكواتية ورواة السير والملاحم وفنانو الأفصال أو الفصول المضحكة أو ما أطلق عليهم لويس عوض بمسرح الفلاحين.
10
ومن هنا ففي الإمكان التحقق من الكثير من تراثنا الحفري الفولكلوري، مثل افتراض العثور على مجموعات الحكايات المصرية التي ترجمت من البرديات التي عثر عليها في مصر د. فلاندرز بيتري، وغيره من الحفريين، وأعيد نشرها بالفرنسية عدة مرات، منذ أن نشرها للمرة الأولى ماسبيرو تحت اسم «حكايات شعبية فرعونية» وظهر الكثير منها في الإنكليزية باسم «تسجيلات من الماضي»، كما نشر أيرمان مجلدين منها، كذلك أسهم في ترجمتها ودراستها علماء المصريات: جودوين، شاباس، إيبروس.
ولعل أكثر المغالين أو المبالغين في قيمة هذه الحكايات المصرية هو أيرمان الذي أرجعها للأسرات المصرية الأولى،
11
بل هو أرجع بعضها إلى ما قبل التاريخ، رغم أن بيتري يأخذ عليه أن ترجمته لهذه الحكايات جاءت أدبية وصفية، مستخدما في إعادة صياغتها الألف باء الحديثة سواء في الهيروغليفية أو الألمانية الحديثة، ومن هنا فقد تجنت ترجمة أيرمان المتحررة على الكثير من قيمها الفولكلورية.
كما سجل بيتري مدى خوف المصري القديم الدائم من أخطار البلاد الأجنبية، خاصة الآسيويين، وأقربهم العرب والعبريون الساميون بالطبع من جانب، والليبيون والكوشيون النوبيون من الجانب الآخر.
كذلك تنبه بيتري إلى غياب وتدهور ملامح الشخصية المصرية في العصر المتأخر، بدءا من الدولة الوسطى؛ ولهذا يقول: «لهؤلاء الذين يتصورون أن هناك تشابها أو تماثلا بطبع كل مصر في أحقابها المختلفة، وهو ما لا تؤكده وتقطع به الحكايات المصرية، ذلك أن التغير من فترة أو عصر زمني لآخر، يبدو جليا فيها.»
فحكايات السحرة والخوارق مثلا بدأت تكثر جدا، بدءا من الأسرة الثانية عشرة، وكذلك الإكثار من المعتقدات الغيبية والقدرية مثل قصة الأمير القدري،
12
Неизвестная страница