Арабские народные эпосы и сказания
السير والملاحم الشعبية العربية
Жанры
فكما ذكرنا فإن الهدف الجوهري لهذه السيرة الفلسطينية هو التأريخ لمسار تلك الأسرة الفلسطينية وحروبها وتصديها للغزو الخارجي، كمقاتلين عن الثغور والمداخل البحرية، طالما أن الغزو لا بد وأن يجيء بحريا، في ذلك العصر الإسلامي البيزنطي الوسيط.
فالصحصاح جد الأميرة ذات الهمة، يشارك في الحرب ضد الروم، والمعروفة باسم حرب الروم، من وجهة نظر التاريخ الشعبي بالطبع، في تلك الحروب الأموية التي اندلعت ضد الروم «البيزنطيين» ومنها حملة مسلمة بن عبد الملك، وما توالى من خلفاء وحروب متصلة لتأمين حدود الدولة الإسلامية الوليدة.
كذلك لم تغفل سيرة ذات الهمة أن الحصار الذي ضربه العرب حول القسطنطينية امتد لبضعة أعوام؛ مما اضطر الجيوش العربية إلى إشادة مدينة ضخمة في مواجهة القسطنطينية تعارفوا عليها باسم «المستجدة».
61
وهو الحصار الثالث للقسطنطينية الذي وقع تاريخيا، كما لم تغفل عنه السيرة، وفي ذلك الحصار تبدت طاقات البطل الشعبي المخادع أو الميكيافيللي سيد البطال، والذي - كما ذكرنا - بطل تاريخي استشهد بالفعل في الحروب العربية ضد الرومان عام 122 هجرية،
62
وهو يرد في السيرة، لا كبطل أو قائد محارب بل على أنه ماهر في إنشاء ونقل وتموين خطوط الجيوش العربية إلى مداخل أوروبا الجنوبية بالإضافة إلى الأندلس أو شبه جزيرة أيبريا بكاملها، والتي وصلت الدول والدويلات «السورية الفلسطينية» في الإطار العربي القومي العام فيها إلى أكثر من 12 دويلة وكيان، يرد اسمها الفلسطيني صريحا، مثل دولة بنو الزيري، والتي نرجح أن التسمية هنا ترد منتسبة إلى الزير سالم، البطل الملحمي العربي الشهير بالمهلهل أو أبو ليلى المهلهل، من ألقابه سيد أو أمير ربيعة، فالمرجح أن تسمية الزير وبنو الزيري
63
تسمية ملكية، بالإضافة طبعا إلى دول ودويلات الأندلس مثل بني الأحمر.
وإذا ما تجاوزنا مدى الصلة الفعلية بين أحداث سيرة الأميرة ذات الهمة، وبين الأحداث التاريخية التي تؤرخ لها، فالسيرة تؤرخ لحرب بني كليب التغلبيين الفلسطينيين، وطلائعهم أو حكامهم أسرة ذات الهمة ضد الروم البيزنطيين عبر بضعة أجيال متعاقبة تتخذ رأسا لها الأمير جندبة بن الحارث الكلابي وابنه الصحصاح الذي تبدت أولى أعماله البطولية كما تذكر السيرة في إنقاذه لابنة الخليفة الأموي من مختطفيها، ثم بعد ذلك نراه يشارك في قيادة الحروب العربية ضد بيزنطية، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان، لحين مجيء ذات الهمة واسمها الحقيقي فاطمة ابنة مظلوم بن الصحصاح بن الحارث الكلابي، ولدت وتربت فاطمة، تلك التي عرفت باسم أو لقب ذات الهمة، في الخفاء أو البرية، ومنذ شبابها المبكر تصدت للاعتداءات القبلية الداخلية لقبائل طيء؛ دفاعا عن شرفها وعن قبيلتها، ومن هنا اشتهرت بذات الهمة، إلى أن أحبت ابن عمها الأمير مرزوق، وكان فارسا لا يمل المغامرات والدفاع عن قومه، إلى أن أنجبت ذات الهمة منه ابنا أسمته عبد الوهاب «أراد الخليفة الواثق تعيينه واليا على القسطنطينية فرفض عبد الوهاب.»
Неизвестная страница