Арабские народные эпосы и сказания
السير والملاحم الشعبية العربية
Жанры
وتنتهي هذه السيرة الملحمية بانتصار الجرو بن كليب، بقتل خاله جساس، وتنصيب الزير له على عرش كليب.
أما الزير سالم، ذاك البطل الشعبي - أبو ليلى المهلهل - فإنه ما إن انتهى من قتل جساس وفرض ذلك الاستسلام المتجبر المهين على أعدائه البكريين، حتى سلم عرش كليب لابنه الجرو وظل وحيدا - لم يتزوج - ولا يعرف له ذرية كما يخبرنا النص الشعبي الفولكلوري، برغم تسميته بأبي ليلى.
فالزير سالم انتهى نهاية غريبة، منعكفا في منفاه الاختياري - ببئر سبع - يقيم «في الخيام ويشرب المدام وينام وهو لابس آلة الحرب والصدام»، وكما يصفه النص العامي «أحناه الدهر وضعفت قواه، وظل على تلك الحال إلى أن برز له أسنان وصار عقله مثل عقل الولد.»
فالملفت أن المهلهل هو الشخصية الوحيدة التي تتبدى غريبة هائمة على طول هذه السيرة الملحمية الذي هو بطلها - المحجب - قاتل السباع الذي لا يقهر.
وعلى هذا تحتفي النصوص الفولكلورية العامية به كبطل خارق مكتمل الصفات يزخر بالمعاناة والأحاسيس والإنشاد التراجيدي العميق، الذي لا يفصح عنه سوى قمم المراثي والموال الأحمر:
53
إن في الصدر من كليب شجونا
هاجسات فكان منه الجراحا
ولعلني أعني ما أقول، فإن ذلك الشاعر الفاجع - المهلهل - كان أكبر القوى الشعرية بالغة الأثر على مدى الأزمان التي مرت بلغتنا وفولكلورنا العربي، وبخاصة جانبه الشعري، وما تزال محفوظة تعيش متواترة إلى أيامنا.
وقد جمعت له الكثير من مربعات ومثمنات الشعر الشفهي الفولكلوري، الآفا مؤلفة من مواويل المراثي وأشعار التوجع، والموتيفات أو الأشعار التحريضية والبكائيات الذاتية.
Неизвестная страница