يقولون ما رأينا متكلما يتكلم بالقرآن مثل أبي سفيان وكانت أمرأة من المسلمين من بني كلاب يقال لها أم يحيى وكانت تحت يوسف بن عمرو وثم تزوجها جعفر بن سليمان بن على الهاشمي وكانت عظيمة الشأن فبلغها إن مجلسا فيه قنبر فأقبلت فدخلت البيت التي تكون فيه النساء فاشتم رائحة انكرها فحول وجهه نحو النساء ثم قال تأتي احداكن إلى مجلس الذكر والقرآن والتخويف بهذا فمن اراد منكن التطيب والزينة والفخر والحلى ففي غير مجالس المسلمين فتصاغرت اليها نفسها ولم تسفر عن وجهها فلما سكت المتكلمون خرجت نصف النهار ولم تكن تخرج قبل ذلك حتى تبرد ثم تتروح.
قال أبو سفيان: إن الرجل يرى عليه اثر الخشوع فيقال إن هذا الرجل قريب العهد بمجلس أبي سفيان.
قال أبو سفيان: كان أبو سفيان قنبر شيخا كبيرا اخذ وجلد اربعمائة سوط على أن يدل على أحد من المسلمين فلم يفعل قال جابر بن زيد وكنت قريبا منه وما كنت انتظر الا أن يقول هذا هو فعصمه الله وكان من خيار المسلمين وكان يجتمع المسلمون عنده فيأخذ في الذكر والدعاء والرغبة في الخير ويحض عليه والزهادة في الدنيا.
ومنهم خيار وكان من العلماء الراسخين والفقهاء العارفين.
قال أبو سفيان: كان رجل من المسلمين يقال له خيار بن سالم من طي من أهل عمان وكان فاضلا وكان يقول لأبي عبيدة اذا جاوزت نهر البصرة فانا افقه منك ولو كنت شريفا ما اجابك احد أنت تشدد على الناس فيضحك أبو عبيدة من قوله فمات رحمه الله
Страница 93