التائب من أهل امرساون كان سخى الكف قد قل من لم ياكل طعامه من فقهاء الجبل واشياخهم وكان كثيرا ما يغشى زورغ الارجانية زائرا ونزل يوما إلى اجلازن فغسل ثيابه واشتوى شاة فجعلها في سفرة فدعا الله أن يغفر ذنوبه وان يجعل له آية لذلك ثم قال وعلامة ذلك أن اجد كلب زورغ ميتا أو غائبا وزوجها عند الضارة وانه اول ما تأكل هذه البضعة لعضو من الشاة فجعل ذلك العضو اسفل السفرة فطلع ليلا فسال عن الكلب فقالت مات بالامس وعن الزوج قالت عند الضارة ففتحت السفرة فاخرجت ما فيها فاول ما ابتدات بأكل ذلك العضو فقال الحمد لله. قالت لعل الدعوة مشتركة قال نعم.
وكانت زورغ في زمان امتلاء الجبل بالاسلام فيه كالرمانة وقالت الناس من شدة ورعها ومن كثرة عبادتها ومن قوتها في الامر والنهى النصف عليها كثير والثلث قليل.
ومن كرامتها اذا رفعوا فراشها في الصيف وجدوا تحته ثلجا وارضت زوجها وضارتها وامتها فكانوا يدعون لها بالجنة.
وذكر أن اختا لزوجها مرضت فاراد الرحيل إلى الربيع وما امكنه أن يقول لاحدى امراتيه اقعدى تمرضين اختى وارتحل بالاخرى وارتجى الخير عند زورغ فقال لها لى عندك حاجة قالت كل حاجة لك مقضية الا تمريض اختك فلا ارتحل واتركها فقال رزقك الله الجنة وتلك اعظم حاجتى. وكان يريد نقل شىء من التراب وقد عيا فقال لها عليه فقالت نقلته بالبقرة فقال رزقك الله الجنة.
وفي السير وخدمت اخت زوجها سنة لم تخلع طوقها من عنقها فماتت فخلعت ثوبها لتنام وتستريح فلما وضعت جنبها على الارض سمعت طائرا
Страница 240