نصر في قلة محاربته المسودة وما هو فيه من خفض العيش وله في ذلك رسائل اطلعت على بعضها وسيأتي الكلام على نفاث إن شاء الله وكان اخوه أبو العباس غير ناقص في العلم والتقى لكنه فتى ولا كذلك.
ومنهم محكم الهواري قاضيه وكان في الطبقة العليا علما وتقى قال ابن
الصغير لما قال أفلح قدموا خياركم ثم اعلموني به حتى اجبره اجمعوا على محكم الهواري الساكن بجبل اوراس فاخبروه انهم ارتضوه لدينهم ودنياهم ولخاصتهم وعامتهم فقال أفلح هو كما ذكرتم في ورعه ودينه لكن نشأ في بادية لا يعرف لذي القدر قدره ولا لذى الفضل فضله قالوا لا نرضي لقضائنا غيره وأشدهم على أفلح في توليته اخوه أبو العباس فلما رآهم لا يرضون غيره قالوا ارسلوا اليه فخرج الرسول بكتاب من أفلح وكتاب من الشرات وفيه بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فانه نزل بالمسلمين امر لاغناء به عن حضورك وهم منتظرون قدومك ولا يسعك التخلف فيما بينك وبين ربك عن اللحوق بهم والاجتماع معهم ليجتمع رايك ورأى المسلمين على ما فيه الصلاح فلما بلغه الرسول توجه اليهم ونزل بالجامع فاخبروه ما يريدون وانه إن تخلف فقد اعان على كل فرج يوطأ حراما وكل دم يسفك بغير حق وكل مال يؤكل لامن حل فاعتل إن الحق مر ولا يقبل الا بكره وانكم ابناء النعم وغيري اصلح بكم فأبوا فقال شاوروا الإمام قالوا قد فعلنا فقبلها ونزل بدار القضا وسار فيهم السيرة التي املوها فيه فبينما هو في ذلك فتنازع أبو العباس بن عبد الوهاب وصهر لافلح في ارض فارتفعا اليه فسبق أبو العباس فجلس معه
Страница 194