ويجيبونهم به فأختاروا من يرفع الكتاب وكتبوا ما وقع به الخلاف وحمله الأمناء فلما بلغوا مصر صادفوا بها شعيبا أبا المعرف وشيعته وقصوا عليه الأخبار وما جرى من موت الإمام عبد الرحمن وأتفاق الناس على تقديم عبد الوهاب وذكر يزيد بن فندين الشرط الذي شرطه وسألوا سائر العلماء الذين بها وأتفقت الفتيا على أن الإمامة تامة والشرط باطل وقد كلف أهل المغرب لحمل ما كتبوا رسولين امينين عند الجميع فلما قدما مكة مع من معهم ألفوا بها الربيع بن حبيب ووائل بن أيوب ومخلد بن المعرد وغيرهم من المشايخ ففهموا ما سألوهم عنه وأتفق رأيهم على أن يكتبوا لهم جواب ما سالوا عنه ولم يالوا جهدا في النصح واجتهدوا في النظر لله ولدينه ولأهل دينه ثم كتبوا الكتاب وألقاه مخلد بن المعرد إلى عبد الرحمن بن محمد بن مسلمة فدفعه اليه وأمره بنسخة ليكون حجة للمسلمين بعدهم.
ومن جملة ما تضمنه الكتاب:أن الإمامة تامة والشرط باطل وأن القول قوله وأنه مصيب وله ما صنع الا أشياء عأبوها عليه وأمروه أن يرجع عنها فكان قوله أنه لم يفعل ذلك فقال انه كان غلطا مني في كتاب كتبته في أسنان الابل ولم يكن يقصد.
وكان شعيب حين أخبره الرسولان بمصر عن أمر المغرب خرج من غير مشورة المسلمين ومشايخ مصر، بل نهاه خيارهم أن يخرج إلى المغرب.
فخرج ومعه أبو المتوكل من أصحابه وجماعة من شيعته فجدوا السير طمعا في الولاية. وقيل
Страница 147