أكل بعضا من الكعكة وقال: «إنها لذيذة.» «احتفظ بالباقي لتأكله عندما تجوع ثانية.» «سأخبرك بسر، أنا لن أبقى هنا طويلا.» «ستتزوج؟» «ها ها. متى قلت إنهم سيعودون؟» «الساعة الخامسة.» «حسنا، عندما تحين تلك الساعة سأكون قد غادرت، فالطائرة أسرع من السيارة.» أكل قطعة أخرى من الكعكة وهو شارد الذهن. «لا بد أنك الآن عطشان.» «هناك بعض الماء في الدلو.» «لن يكون باردا، أستطيع أن أحضر لك بعضا آخر، وأحضر مكعبات الثلج معه.»
فقال: «كلا، لا أريدك أن تذهبي، أريد أن أقضي معك وقتا لطيفا طويلا لأودعك.»
أعاد الكعكة مكانها بحرص ثم جلس بجواري وشرع في تلك القبلات الصغيرة الرقيقة للغاية، لا يمكنني مطلقا أن أنساها، كانت الرقة بادية على وجهه، وفي قبلاته الحلوة التي تنصب على رموشي وعنقي وأذني، كلها، ثم بادلته أنا أيضا التقبيل قدر استطاعتي (لم يسبق لي أن قبلت صبيا من قبل سوى مرة واحدة لأثبت أني قادرة على ذلك؛ وقبلت يدي مرة من أجل التمرين). بعدها رقدنا على السرير وتضاغطنا معا، ولكن برفق، وفعل هو أشياء أخرى، ليست سيئة ولا بطريقة سيئة. كان الأمر رائعا بالخيمة ونحن نشتم رائحة العشب ورائحة قماش الخيمة التي تلفحها شمس النهار بلهيبها، ثم قال بحنان: «ما كنت لألحق بك ضررا من أي نوع.» وما إن اعتلاني وصرنا نهتز معا فوق السرير، حتى قال برقة: «أوه، كلا.» وحرر نفسه وقفز مبتعدا نحو دلو الماء، رش بعضه على رقبته ووجهه، ورش الباقي علي وأنا راقدة هناك. «هذا لكي نهدأ قليلا يا آنستي.»
عندما حانت لحظة الوداع لم أكن حزينة ؛ حيث أمسك وجهي بين يديه قائلا: «سأكتب لك خطابا لأعلمك مكاني، ويمكنك أن تأتي لتريني، ألا تحبين ذلك؟ حسنا، انتظري الخطاب.» كنت جد سعيدة حتى في لحظة الوداع، كان الأمر كأنه يغمرني بهدايا لن أشعر بسعادتي بها إلا وحدي. •••
لم يلحظ أحد اختفاء الطائرة من الوهلة الأولى؛ فقد ظنوا أنه ربما يكون محلقا بشخص ما، وبدوري لم أقل شيئا. اتصل الدكتور بيبلز وأخبرنا أن هناك بعض الأمور التي تحتم ذهابه للقرية؛ لذا لن يتبقى سوانا للعشاء، ثم أتت لوريتا بيرد وأقحمت رأسها بالباب قائلة: «أعتقد أنه رحل.»
صاحت أليس كيلينج وهي تدفع كرسيها للخلف: «ماذا؟» «قال لي الأولاد إنهم رأوه آخر النهار وهو يحل خيمته، أتعتقدين أنه سيذهب إلى العمل في الأنحاء المجاورة؟ إنه لن يرحل دون إخبارك، أليس كذلك؟»
قالت أليس كيلينج بنبرة متوترة: «سيرسل لي لإخباري، من المحتمل أن يتصل الليلة، إنه غير مستقر أبدا منذ تلك الحرب.»
سألتني السيدة بيبلز: «إيدي، ألم يقل لك ذلك، هل قال؟ عندما أبلغك الرسالة؟»
أجبتها محاولة اصطناع الصراحة إلى أقصى حد: «نعم.»
تحولت الأنظار جميعها نحوي وسألتني السيدة بيبلز: «لماذا لم تذكري هذا من قبل؟ أقال إلى أين هو ذاهب؟» «قال إنه من الممكن أن يجرب حظه في بايفيلد.» لا أعلم ما الذي جعلني أحيك تلك الكذبة؛ فلم أكن أنتوي ذلك.
Неизвестная страница