143

Секретное учение

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

Издатель

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Место издания

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

فَأَوْعَى﴾ [المعارج: ١٨] أمسَكَه في الوعاء، ولم يُنفقه في طاعة الله، فلم يؤدّ زكاةً، ولا وصَل رحِمًا، ﴿إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا﴾ [المعارج: ١٩] ضجورًا شحيحًا جزوعًا من الهلع، وهي شدّة الحرص وقلة الصبر، والمفسرون يقولون: تفسير الهلوع ما بعده، وهو قوله: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ [المعارج: ٢٠-٢١] إذا أصابه الفقر لا يصبر ولا يحتسب، وإذا أصابه المال منعه من حقِّ الله، ثم استثنى الله ﷿ من ذلك الموحدين فقال: ﴿إِلاَّ الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ﴾ [المعارج: ٢٣] يقيمونها في أوقاتها، لا يَدَعونه آناء الليل والنهار؛ يعني: المكتوبة (١) . وسُئل عقبة بن عامر ﵁ أهُم الذين يصلّون أبدًا؟ قال: لا، ولكنه الذي إذا صلّى لم يلتفت عن يمينه وعن شماله (٢)، ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ﴾ [المعارج: ٢٤]؛ يعني: الزكاة المفروضة، ﴿لِّلسَّآئِلِ﴾ [المعارج: ٢٥]، وهو الذي يسأل، ﴿وَالْمَحْرُوم﴾ [المعارج: ٢٥] الفقير الذي لا يسأل، يتعفّف عن السؤال (٣) .

(١) من قوله: أي: «تدعو النار ...» إلى هنا، من: «الوسيط» للواحدي (٤/٣٥٣) بالحرف. (٢) أخرجه ابن وهب في «تفسيره» -ومن طريقه الطبري في «تفسيره» (٢٣/٢٦٨- ٢٦٩) - قال: أخبرنا ابن وهب، أخبرنا حيوة عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير: أنه سأل عقبة بن عامر الجهني، وذكره. وأخرجه الثعلبي في «الكشف والبيان» (١٠/٤٠) من طريق حيوة، به. وأخرجه الواحدي في «الوسيط» (٤/٣٥٣) من طريق ابن لهيعة، عن يزيد، به. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦/٢٦٦) وعزاه للطبري، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وهو ليس في مطبوع «تفسير ابن أبي حاتم»، ولا مطبوع «تفسير ابن المنذر» ! وأبو الخير هو: مَرْثَد بن عبد الله اليزني، ثقة فقيه، وسائر الرواة ثقات مصريون. وإسناده صحيح. (٣) إلى هنا انتهى نقل المصنف من «الوسيط» مع تصرفه في سياق أثر عقبة، إذ أسنده الواحدي.

1 / 154