وسكت قليلا مطرقا برأسه، ثم رفعها إلى ابنته قائلا: إذن ففيدور المسكين قص عليك الأمر كله.
أجابته: نعم يا والدي.
قال: وأعلمك أيضا أنه قصدني أولا لخطبتك مني.
أجابته: نعم يا والدي.
قال: وهل رضي مع ذلك أن ينزح عن القصر؟ يا له من فتى شريف النفس كريم السجايا! فلأمدنه برعايتي أيا كان، وأواليه البر ما عشت، ولولا أن سبق الوعد مني لارتضيته زوجا لك، وما أظنك كنت رافضة بعلا مثله.
فسألته الفتاة قائلة: وهلا يمكنك التخلص من هذا الوعد؟
أجابها: استحال الأمر يا ابنتي، فقد صدر مني لجلالة القيصر نفسه.
قالت: فاننكا: فلتتم إذن مشيئة الله.
فضمها الجنرال إلى صدره قائلا: هكذا تكون ابنتي بارك الله فيها، فأستودعك الله الآن يا فاننكا، وإني لم أسألك إن كنت تشاطرين فيدور الحب أم لا؛ لأن كلا منكما قام بالواجب عليه، وما كان لي أن أرجو أكثر مما فعلتما.
وعلى ذلك قام الجنرال قاصدا الخروج فوجد أنوشكا بالدهليز، فأشار إليها بالدخول إلى مكانها، واستمر في طريقه حتى وصل باب غرفته، فوجد لديه جريجوار بالانتظار فبادره الخادم مستفهما: ماذا تبين لسعادتك؟
Неизвестная страница