127

Тайна красноречия

سر الفصاحة

Издатель

دار الكتب العلمية

Номер издания

الطبعة الأولى ١٤٠٢هـ_١٩٨٢م

وكل هذا من الاستعارة البعيدة الذميمة وقد حمل بعض المفسرين قول ذي الرمة: أنف الكبرياء على أنه أراد أوله والمقدم منه كما قال امرؤ القيس: قد غدا يحملني في أنفه ... لا حق الإطلين محبوك ممر١ أي في أول جرية أو في أول الغيث الذي ذكره قبل هذا البيت وهذا التأويل على بعده ليس يسوغ في جميع الأبيات المذكورة لأن المعنى فيها مبنى على الأنف الذي هو العضو. ومن الاستعارة المحمودة التي كأنها حقيقة قول شيخنا أبي العلاء: وكأن حبك قال حظك في السري ... فالطم بأيدي العيس وجه السبسب وهذا من قربه لو قيل إنه حقيقي غير مستعار جاز ذلك وإن كان على محض الاستعارة أحسن وأحمد فأما قوله: ولما ضربنا قونس الليل من عل ... تفرى بنضخ الزعفران أو الردع٢ فإن قونس الليل ليس بمرضى على أن ذا الرمة قد أتى بمثله في قوله: تيممن يا فوخ الدجى فصدعنه ... وجوز الفلا صدع السيوف القواطع٣ وإن كان يا فوخ الدجى أقبح وأشنع لكن هذا عندنا ليس بعذر وما

١ لا حق الإطلين: ضامر الخصرين وممر محكم القتل. ٢ القونس أعلى الرأس وتغرى انشق والردع اللطخ. ٣ جوز الفلا: معظمها.

1 / 139