يا إسكندر!، العقل رأس التدبير وهو صلاح النفس ومرآة العيوب وبه تزل المكروهات وتعز البحموبات وهو أصل المفاخر ورأس الممدوحات، فأول آلة العقل الميل إلى الذكر وأنه لمى مال إليه من طريقه سبب مرغوب فيه ولمن مال إليه من غير طريقه سبب مكروه مذموم فالذكر هو المطلوب والرياسة ليست تراد لنفسها وإنما تراد للذكر، فأول منازع العقل الذكر، والرياسة ينتج حب الذكر، فإن طلبت على غير وجهها انتجت الحسد، والحسد ينتج الكذب ، والكذب هو أصل المذمومات ونتيجة الكذب النميمة والنميمة تنتج البغضآء، والبغضآء تنتج الجور والجور ينتج التصارم والتصارم ينتج الحقد والحقد ينتج المنازعة والمنازعة ينتج العداوة والعداوة تنتج المحاربة. والمحاربة تنقض السنة وتفنى العمارة؛ وذلك يؤول إلى مخالفة الطبيعة، و مخالفة الطبيعة فساد الأمر كله.
Страница 7