وبدأ التغيير والانقلاب في المعتقد والتفكير والتوجه يسري إلى أوساط ذلك المجتمع الوثني ، وكان لاسلام بعض الشخصيات القيادية ذات التأثير الاجتماعي ، أثر كبير ودور فعال في إحداث النقلة والدخول في دين الله ، أمثال اسيد بن حضير وسعد بن معاذ (زعيمي بني عبدالاشهل) .
البيعة والهجرة
أحدث وجود مصعب بن عمير والرجال المسلمين الذين آمنوا وأسلموا على يدي رسول الله (ص) تيارا اسلاميا واسعا ، وكون قوة اجتماعية وسياسية وعقيدية وجهادية مؤثرة ، فقد صارت يثرب حصنا من حصون الاسلام ، وقاعدة قوية من قواعده ، يستطيع المسلمون بقيادة المصطفى الهادي محمد (ص) ، أن ينطلقوا منها ويتحركوا ويؤثروا في حياة الجزيرة العربية والعالم من حولهم .
لقد أحس المسلمون في يثرب أنهم قوة قادرة على أن تنقل الاسلام والدعوة الاسلامية إلى مرحلة متقدمة من مراحل السير والانتشار، إلى مرحلة القوة والمواجهة المسلحة، لذلك قرروا تشكيل وفد والذهاب في موسم الحج إلى مكة للاجتماع بالرسول القائد (ص) وإعلان البيعة والولاء له ، والاعراب عن استعدادهم لنصرته وحماية دعوته والدفاع عنه .
Страница 76