(44) مولى الطفيل بن عبد الله الازدي ، ومن اولئك المعذبين الصابرين هو أبو فكيهة ، وقد كان عبدا لصفوان بن امية بن خلف الجمحي : « فأخذه امية بن خلف وربط في رجله حبلا وأمر به فجره ثم ألقاه في الرمضاء ، ومر به على جعل ، فقال له امية : أليس هذا ربك ؟ فقال : الله ربي وربك ورب هذا ، فخنقه خنقا شديدا ، ومعه أخوه ابي بن خلف يقول : زده عذابا حتى يأتي محمد فيخلصه بسحره ، ولم يزل على تلك الحال حتى ظنوا أنه قد مات ، ثم أفاق ، فمر به أحد المسلمين فاشتراه وأعتقه. وقيل إن بني عبدالدار كانوا يضربونه ، وانما كان مولى لهم ، وكانوا يضعون الصخرة على صدره حتى دلع لسانه فلم يرجع عن دينه »(1).
وليست المؤمنة الشهيدة سمية هي المرأة الوحيدة التي دخلت ملحمة الصراع ، وتحدت إرهاب الطغاة ، بل وهناك نساء خالدات في سجل الدعوة والجهاد . فها هي (النهدية) مولاة لبني نهد التي امتلكتها فيما بعد امرأة من بني عبدالدار تنزل بها مولاتها أشد العذاب ، وتقول لها : « لا أترك عذابك حتى يشتريك بعض أصحاب محمد » ، فيشتريها أحدهم ويعتقها من العبودية .
وتلك (لبيبة) جارية بني مؤمل بن حبيب بن عدي بن كعب ، ينزل بها عمر بن الخطاب (قبل اسلامه)(2) أشد ألوان العذاب ثم يتركها ، ويقول لها : « إني لم أدعك إلا سآمة ، فتقول له : كذلك يفعل الله بك »(3) .
وزنيرة : المرأة التي فقدت عينيها بالتعذيب ، كانت مملوكة لبني
عدي أو لبني مخزوم ، فكان عمر بن الخطاب يعذبها ، أو كان أبو جهل هو الذي يمارس التعذيب الوحشي معها، لقد رد الله عليها بصرها، فقال المشركون هذا من سحر محمد (ص)(4).
Страница 59