Сират Мулук Табацина

Шоуки Абд аль-Хаким d. 1423 AH
136

Сират Мулук Табацина

سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا

Жанры

حتى إذا ما أجمعت الأخبار والمعلومات من كل صوب على حقيقة موت التبع ذو اليزن ودفنه، وانفراد قمرية بوراثة ملكه المترامي الأطراف لحين وضعها لابنه ووريثه، غمغم لنفسه: هي بعينها النبوءة.

إلا أنه عاد من جديد يندب حظه العاثر، بتبديده لمعظم جيشه وقواته، خلال تلك المهمة التي اضطلعت بها، بنجاح فاق كل توقع، قمرية عن طريق خدعتها الدامية حين تنكرت متخذة هيئته ودروعه وسيفه، وحتى لحيته الكهرمانية اللون، وانقضت كمثل نمر على قواته مطاردة، إلى أن أفنتهم عن آخرهم، وأشرفت وهي على ظهر الشهباء التي لا تخطئها عين، وهي فرس ذو اليزن على أسوار إثيوبيا، فخلعت أبوابها بحرابها إلى حد دفعه هو - سيف أرعد - إلى الهرب بقواته الخاصة، بعدما رسخت في أذهان الجميع أن. - التبع اليمني لم يمت، وها هو يتحدى الجميع.

ومن هنا تزايدت مكانة وزيره المقرب «سقرديون» بعدما علم بتفاصيل الخدعة، إلى حد دفع بالملك إلى الاعتذار له علنا، بعدما رد إليه الاعتبار وأصبح لا يسمع سواه. - والآن ماذا ترى يا سقرديون الحكيم؟ - أرى أن فرصتنا الذهبية قد حان أوان قطافها اليوم قبل غد، تساءل الملك: وجيشنا على هذا الوضع من الضعف والتشتت. - لم لا نسترجع كتائبنا من أعالي النيل والنوبة والمغرب الكبير ولو إلى حين؟

هب الملك أرعد عن عرشه خائفا مفكرا: نتخلى إذن عن حكم هذه البقع، ونستسلم لثوراتها المؤيدة للعرب.

واجه الوزير سقرديون الملك في ثبات: هدفنا الآن هو قتل أو اغتيال أو اختطاف قمرية وإجهاض التبع مهما كلف الأمر .

اندفع سقرديون يواصل الطواف حول الملك وهو يصب الكلام في أذنيه، بعدما استسلم له كفريسة مستكينة هذه المرة. - قمرية الآن حامل في شهورها الأخيرة، ومن هنا فهي أضعف مخلوق يمكن تصوره، هي أضعف من فراشة.

أردف سقرديون ممازحا: تلك الحية.

مضى سقرديون يشرح للملك وكأنه يشرح له معادلة معقدة أشبه بالمعضلة: هي حية رقطاء، استحالت تحت حملها وما في أحشائها إلى فراشة، وعلينا تصيدها هكذا. - كيف.

ضحك سقرديون طويلا، حتى استلقى على قفاه، من مشهد الملك المحبط المستسلم له. - أقول كيف؟ دع الأمر لي.

حتى إذا ما أحبطت قمرية ثلاث مؤامرات متتالية من جانب سيف أرعد، لاختطافها، وعلى أسوأ الأحوال إجهاضها، في أسبوع واحد فقط، غمغمت في سخط وغل دفين من خسة «سيف أرعد» ووزيره سقرديون قائلة لنفسها: أنا لست فراشة ضوء هشة كما يدعون.

Неизвестная страница