Сират Мулук Табацина
سيرة الملوك التباعنة: في ثلاثين فصلا
Жанры
هنا تدافعت الوفود المتطلعة إليهما من كل جنبات القاعة العملاقة مهنئة مهللة، وهي تلقي بنادر الهدايا تحت أقدامهما، النساء قبل الرجال يخلعن عنهن أساورهن وأقراطهن الذهبية المرصعة بالياقوت والزمرد والرجال خناجرهم الإبريزية وما يحملونه من ثمين الأحجار الكريمة مهنئين. - حان الوقت، وحل الأوان، مبروك يا أميرتنا، وعلى الفور علا اسمها: قمرية، قمرية!
الفصل السابع عشر
جنون ملك الحبشة
جن جنون ملك الأحباش «سيف أرعد» حين تنامى إلى سمعه الكيفية التي انتهت إليها مهمة تلك الجارية التي كانت تغل سما «قمرية»، والتي بلغت ذروتها القصوى منذ لحظة وصولها إلى مدينة التبع اليمني الغازي ذو اليزن، «أحمرا» فبدلا من أن ترديه قتيلا بسمها الزعاف الناقع، أوقعته في حبائلها إلى حد إقدامه على الزواج منها. - أحقا ما أسمع؟! يا لها من كارثة.
اربد وجه الملك وهو يسمع ويقرأ تقارير عيونه وبصاصيه، مقارنا الواحد بالآخر، وأزعجه أنها جميعها تلتقي على الزواج من قمرية، ليخلف منها وريثا «لعرش التباعنة العظام».
تساءل الملك محطما من فوره كل ما تقع عليه يداه في غضب مندفع جارف: عرش التباعنة العظام؟! هنا في قلب أفريقيا هنا؟! على مقربة منا، من إثيوبيا!
لحق به وزيره المقرب الذي يمقت العرب ملهوفا محاولا تهدئة ما ألم به من ثورة غاضبة، حين استدار إليه الملك دافعا إليه بكومة ما تلقاه من تقارير. - إنها مشورتك، اقرأ يا سقرديون! - قرأتها بكاملها حرفا حرفا.
رفع الملك ذراعه المغطى بالأختام والأساور المصاغة من الذهب الإبريزي الأحمر صارخا: سيتزوجها التبع تصور، يتزوج من قمرية.
رفع صولجانه مشهرا مهددا: ليخلف منها وريثا لعرش التباعنة، وهنا، هنا عند أعتابنا على أعتاب أسعد يهوذا.
أعاد مسرعا قراءة أحد التقارير. - لقد حدد وهو لا يزال في بطن أمه «الأذية» «هيكل» وسيدعونه «سيف»، ليشهره في وجهي، في مقتلي أنا وليس أحد سواي، بالطبع من هو غير أنا؟!
Неизвестная страница