افرحوا اليوم يا بنات وأبشروا
بعون من أمره علينا قد قدر
خاطركم المكسور مني ينجبر»
ويذكر أن دياب بن غانم كان يلاعب طفلة صغيرة، وهو غائب الفكر كالتائه المأخوذ في الكيفية التي سيقتل بها الزناتي خليفة اسمها «نجيبة» ملاعبا سائلا، وهو يقبلها في شره: «أين أطعن الزناتي؟»
فقالت له: «في عينه.»
فقال: «مبارك قولك يا صغيرة، لن أطعنه إلا في عينه.»
وقد كان.
عشق سعدى لمرعي وخيانتها لقبيلتها ... وطنها
ويبدو أن فتيان بني هلال الثلاثة المأسورين داخل السجن الملحق بقصر سعدى ابنة الزناتي، والذين كانوا على مقربة أكثر مما يحدث، سواء على جبهة القتال، أو داخل أروقة القصر الحاكم في تونس، وما يعتمل داخله من مؤامرات على عادة القصور المحاصرة بالرماح واللهب، مضافا إليه بالطبع مؤامرات المضاجع من مؤامرات يكيدها العلام ابن أخي الزناتي والطامع في عرش تونس وقلاعها الأربع عشرة حتى الأندلس.
لذا لم يوفر العلام مكيدة في سبيل الحصول على مبتغاه في وراثة حكم قرطاج، التي صمدت ذات يوم في مواجهة الزحف الإمبراطوري الروماني، وعليه فقد دأب العلام على وضع العراقيل في طريق سعدى ابنة الزناتي، لاقتناصها والزواج منها ووراثة حكم تونس، إلا أن سعدى التي ولدت على كره العلام والنفاذ لأطماعه الدفينة التي هدفها بالطبع العرش المتوارث عن طريق الابنة - الأنثى - في ذلك المجتمع القبلي الأموي الذي ما يزال يقدس الخال إلى أيامنا.
Неизвестная страница