مزلت أنت في قيد الحياة وداموا في سيرهم إلى أن وصلوا الخيام فتفرق كل إلى صيوانه بعد أن سألوا الأمبر أخهم يسيرون معه في ركابه فأجابهم إلى طلبهم لعلمه أن بلاد الهند بعيدة وأنه يحتاج إلى مساعدين ورفقاء .
قال وكان الأمير عند شخروبجه من الإيوان مال بأنظاره حسب العادة إلى الشباك فرأى مهرد كار واقفة تنظر إليه وهي تنظر أن تقرأ في وجهه معاني أسطر الحديث الذي كان بينه وبين أبيها لتعلم هل هو في فرح أو هو في كدر فرأته قد بسم عن شنب ينطوي تحت الغيظ والحنق فسقط قلبها من مكانه وتأكدت أن الأمر خطر والوقت حرج وأنه لم يكن راضيا من أبيها وطار فو ادها إلى معرفة الحقيقة فدعت في الخال خادمها وأمرته أن يكتشف الأمير ويسأله عا كان من أمر أبيها ودفعتإليه الطعام أيضا ليقدمه إليه فأخذه وسار إلى أن جاء صيوان الأمير فدخل عليه وقبل يديه وقدم له الطعام الذي جاء به وقال له اعلم يا سيدي أن سيدتي باضطراب عظيم من جراء ما رأته على وجهك في هذا اليوم من وسام عدم الرضا فألقاها في الياس وهي تبهل ما كان.واقعا بينك وبين أبيها وقد أوصتني أن أسألك الخبر واستفسره مناك ليطمئن بالها فحكى له الأمير حمزة كل ما جرى بينه وبين أبيها وقال له أخبر مولاتك أن صادق المودة وأراعي حرمة أبيها إكراما لها فلو كلفني أن ألقي بنفسي في تون من الثار وكان ذلك لأجل خاطرها ورضاها لما تأخرت دقيقة حيث يبقى لي بقية أمل أن أنجو من النار فأعود إليه مسترضيا طامعا بأن يكون قلبه قد تغير وانقلبت تلك الأسباب العدوانية وعرف الحقيقة فأمات قول الحواسد وأحيا أمال صفيه ومخلصه ثم أن الخادم رجع إلى مولاته وشرح ها كل ما سمعه وكانت بالانتظار على مقالي النار تتقل وتتشوى لا تعرف ما يكون الجواب إلى أن سمعت ما سمعت فشعرت بانفطار كبدها وكادت تقع إلى الأرض واسودت الدنيا في عينيها وتركت دموعها تتدحرج على خدودها ونظرت إلى الأرض ضائعة العقل خائرة القوى مشتتة الأفكار لا تعرف أتذم حظها أو تذم الزمان أو تذم أبيها واشتد عليها الغيظ عندما ترك ذهنها أن كل تلك الأعمال لا بد أن تكون بتدبير الوزير بختك ومسعاه فهو عدو للأمير وها ودامت على البكاء والشكوى على حالتها وم يكن لما سلوة قط حيث بفكرها أن طرق الند بعيدة وأن المقصد موت من أحبته وغاية ما يرجو أبوها هلاكه واعدامه والتخلص منه وكل ذلك ممن جعلها تقطع الرجاء لولا تعلقها ومعرفتها أن الزمان كريم الفعال بقدر ما هو لثيمها يجود ويبخل ويأخذ ويعطي ويضحك ويبكي وأن لا بد من نوال المراد إذا ثبتت مع حبيبها على المودة لكن يلزم أن يكون موفقا من الله ليعود سالا وأشفعت بكاءها بنظم الأشعار فقالت : .
طرب الفؤاد وعاودت أحزانه وتشعبت بشعابه أشجانله وبدا له مني بعد ما أندمل الهوى برق تألق موهنا لمعانه ١
Неизвестная страница