Сира Ахмада ибн Тулуна
سيرة أحمد ابن طولون
Жанры
قال مؤلف هذا الكتاب : لما انصرفت من جنازته (1) اجتزت بمنزل الواثقية ، وكانت من عقلاء النساء ، حسنة الدين ، كريمة الطبع ، وكان أحمد بن طولون محسنا إليها عارفا بمحلها ، فاستأذنت عليها فاذنت لي ، فدخلت فوجدتها قد أقامت له ماتما سرعا ، هي وجواريها وخواصها ، يندبنه ويضربن بالعيدان على هذا البيت ، ويرقصن على إيقاعه ، ولا يزدن عليه شيئا غيره ، وهن يبكين أحر بكاء وأحزنه ياعين بكي خالدا ألفا ويدعى واحدا فماسمعت والله أحر منه ، ولاآلم للقلب ، ولا أشجى من أصواتهن به حتى ابكيننى بكاء عظيما ، وانصرفت من عندها حزينا كثيبا . فلما كان بعد أيام صرت إليها لا عرف خبرها فاصبتها بحال حزن عظيمة فسليتها وعزيتها ، فجعلت تحدتني باحاديث أحمد بن طولون ، وتصف لي احواله، وتشكو وجدها به إلى أن قالت لي: إعلم انه لماجرى على المعتمدمن الموفق ماجرى ، من سوء الاعتراض والقدح في السلطان، بلغ ذلك منه مبلغا عظيما فألف كلاما بالتركية وقال لي : آريد آن آلقيه على [ إحدى ] جواريك ، وتلحنيه أنت لها وتغنيه حتى أسمعه منها . فاحضرت جواريي فاختار منهن رويع فالقاه عليها ، فوالله ماسمعت آرق منه ولا آشجى ، فلحنته لها فكان
Неизвестная страница