ومن فضائله الباهرة المشهورة صخرة الهضب في أسفل وادي يكلا بوادي العمري، وذلك أنه عليه السلام لما ظهر مكر سنحان وقتلوا الفقيه الطاهر المجاهد أحمد بن يحيى الزيدي ثم الصعدي ظلما وعدوانا، وطلب الإمام عليه السلام القيام بثأره وسار إلى أن هبط إلى وادي العمري وقابل هذا الهضب وهو كهف كان تجتمع إليه سنحان ويحلفهم الفقيه الشهيد على طاعة الله تعالى والجهاد والنصيحة للإمام عليه السلام، ذكر للإمام أن ذلك الكهف هو الذي كان سنحان يجتمعون فيه فقيل: إن الإمام عليه السلام قال: لا بارك الله فيهم ولا فيه أو معنى ذلك، وقد سألت الإمام عن هذا الكلام فقال:
أما أنا فإني أعرف أنه تحدث معي في ذلك فقلت كلاما وقد أنسيته إلا أنه في هذا. والله أعلم .
رجعت القصة: فلم يلبث في المحطة في العمري إلا ليالي قلائل ووقعت في الليل هدة عظيمة ولم يكن أوان مطر فقيل: إنها رجفة، وتحدث الناس في ذلك، فلما وصل المختلف من أهل الوادي أخبر أن ذلك الكهف والصخور انهدت بغير سبب، فعجب الناس من ذلك ولم يشك أحد أنها دعوة الإمام استجيبت، فركب الإمام عليه السلام وركب خلفه خلق كثير من الناس، وسار بعضهم حتى وصلنا إلى ذلك الموضع فرأينا صخرة عظيمة كأنها قطعة جبل قد تصدعت عرضا وطولا وانحطت في الأرض من غير أن يكون تحتها هدف ولا سبب مما يتصور، بل كأنها حجر النورة التي ترش بالماء ثم تفرق شعوبا، فعجب الناس من ذلك ونظمت فيها الأشعار، وسارت بها الركبان وهي إلى الآن يطوفها الناس، ويتعجبون منها، فمما قيل في ذلك قول القاضي ركن الدين مسعود بن عمر العنسي رضي الله عنه من قصيدة طويلة يذكر فيها غير ذلك من الفضائل قوله:
ألم تبصر التنيين فارق سقمه .... على طول عهد منهما متقدم
دعوت فسارت في مفاصل جسمه .... حياة الذي أفنى قبائل جرهم
وهضبة سنحان الذي قد دعوتها .... فجاءت وكانت منتمى كل أعصم
وأعمى كساه النور رب دعوته .... وقد كان في جنح من الليل مظلم
وأرض وطئت الترب منها فأعشبت .... وغيثا دنا لما دعوت ألا اقدم[18أ]
فهل كان يدعى أن يكون على الذي .... نصرنا به مهدي عيسى بن مريم وقال الشيخ القاسم بن هتيمل التهامي في قصة التنيين من قصيدة ذكرها:
Страница 55