وأخبرني بعض الناس أن هذا السلطان لما استولى على حصن الدملوة في ذلك الأوان وجد فيه أموالا جليلة فدعاه ذلك إلى حرب الإمام وعلم الإمام أن أهل الزمان عبيد الدينار والدرهم وإن أكثر الناس ممن يريد الفساد في اليمن الأعلى من مخلاف صنعاء كالأمراء الحمزيين والسلاطين آل حاتم أهل ذمرمر وسنحان وغيرهم من القبائل وأنهم قد صاروا يدا واحدة، فنهض لأجل ذلك على حين غفلة، فلما استقل في الحقل في موضع يسمى الضنمية نهض عسكر الإمام من خاو إلى قصر المياتم ثم إلى مثواه وأقاموا من هنالك وكان طلوع السلطان من اليمن ثامن شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وستمائة فحط في الضنمية وأقام فيها أياما وانتقل إلى موضع يسمى خاو لتثبيت أمور القبائل من مذحج وغيرهم، وانتقل فحط الخشب ثم انتقل إلى ريدان قبلي مثواه وأمر خادمه الخصي المسمى بالمختص أن يحط في يماني مثوه ليفرق الحرب على المجاهدين ثم انتقل إلى موضع يسمى البيضاء، ثم إلى أسفل عناصر، وأقام أياما، ثم نهض إلى مصنعة الدمتة، وكانت الوقعات بينه وبين الأمير الكبير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور بالله وصنو الإمام المهدي الأمير الكبير علم الدين سليمان بن يحيى بن علي ومن معهما من المقدمين والمجاهدين الأولى في موضع يسمى المراكب قريبا من مثوه لليال خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وستمائة قتل فيها من أعداء الله قريبا من عشرين رجلا والوقعة الأخرى في جمادى الآخرة من السنة المذكورة وهي وقعة الخادم الخصي المسمى بالمختص وكانت في موضع يسمى المطاجرة قتل فيها رئيس من رؤساء الباطنية الملاحدة يسمى منصور بن الحداد صاحب كحلان في عدة من الأعاجم وغيرهم.
Страница 302