244

Сирадж Мунир

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Жанры

• (أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون) قال العلقمي قال النووي مذهب أهل السنة وعامة المسلمين أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ويتنعمون بذلك وبغيره من ملاذها وأنواع نعيمها تنعما دائما لا آخر له ولا انقطاع أبدا وأن تنعمهم بذلك على هيئة أهل الدنيا إلا ما بينهما من التفاضل في اللذة والنفاسة التي لا تشارك نعيم الدنيا # إلا في التسمية وأصل الهيئة وقد دلت دلائل القرآن والسنة في هذا الحديث وغيره أن نعيم الجنة دائم لا انقطاع له أبدا (ولا يتفلون) بكسر الفاء أي يبصقون (ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون) أي لا يحصل منهم بول ولا غائط ولا مخاط كما يحصل من أهل الدنيا (ولكن طعامهم ذلك) قال المناوي أي رجيع طعامهم (جشاء) بجيم وشين معجمة وبالمد كفرات صوت مع ريح يخرج من الفم عند الشبع (ورشح كرشح المسك) أي عرق يخرج من أبدانهم رائحته كرائحة المسك (يلهمون التسبيح والتحميد) أي يوفقون لهما (كما تلهمون النفس) بمثناة فوقية مضمومة أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس بفتح الفاء فيصير ذلك صفة لازمة لهم لا ينفكون عنها (حم م) عن جابر بن عبد الله

• (أن أهل الجنة ليتراءون) قال الشيخ ورد في مسلم بلفظ يرون (أهل الغرف في الجنة) جمع غرفة وهي بيت صغير فوق الدار والمراد هنا القصور العالية روى الدميري عن علي مرفوعا أن في الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله فقال هي لمن ألان الكلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام قال العلقمي ويحتمل أن يقال أن الغرف المذكورة لهذه الأمة وأما من دونهم فهم الموحدون من غيرهم أو أصحاب الغرف الذين دخلوا الجنة من أول وهلة ومن دونهم من دخل الجنة بالشفاعة (كما تراءون) بحذف حرف المضارعة وهو المثناة الفوقية كذا ضبطه الشيخ في الحديث الآتي وهو ما في كثير من النسخ وقال المناوي بفوقيتين (الكوكب في السماء) قال الشيخ وأفرد الكوكب والمراد به الجنس وقال المناوي أراد أنهم يضيئون لأهل الجنة إضاءة الكوكب لأهل الأرض في الدنيا (حم ق) عن سهل بن سعد الساعيد

• (أن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون) أي أنتم يا أهل الدنيا (الكوكب الدري ) بضم الدال وشدة الراء مكسورة هو النجم الشديد الإضاءة نسبة إلى الدر لصفاء لونه وخلوص نوره (الغابر) بغين معجمة وموحدة تحتية أي الباقي بعد انتشار الفجر قال المناوي وهو حينئذ يرى الضوء (في الأفق) بضمتين أي نواحي السماء (من المشرق أو المغرب) قال العلقمي وفائدة ذكر المشرق والمغرب بيان الرفعة وشدة البعد (لتفاضل ما بينهم) قال المناوي يعني أهل الغرف كذلك لتزايد درجاتهم على من سواهم (حم ق) عن أبي سعيد الخدري (ت) عن أبي هريرة

Страница 84