236

Сирадж Мунир

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Жанры

• (أن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط) قال العلقمي قال الدميري اختلف الناس هل اللواط أغلظ عقوبة من الزنا أو الزنا أغلظ عقوبة منه أو عقوبتهما سواء على ثلاثة أقوال فذهب أبوب كر وعلىوخالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وجابر بن معمر والزهري وربيعة ومالك واسحاق وأحمد في أصح الروايتين عنه والشافعي في أحد قوليه إلى أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنا وعقوبته القتل على كل حال محصنا أو غير محصن وذهب عطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب والحسن البصري وإبراهيم النخعي وقتادة والأوزاعي والشافعي في ظاهر مذهبه والإمام أحمد في الرواية الثانية عنه وأبو يوسف ومحمد إلى أن عقوبته وعقوبة الزنا سواء وذهب الحكم وأبو حنيفة إلى أن عقوبته دون عقوبة الزنا وهو التعزير كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير قالوا لأنه وطئ في محل لا تشتهيه الطباع فلم يكن فيه حد كوطئ البهيمة ولأنه لا يسمى زانيا لغة ولا شرعا ولا عرفا فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانين وقال أصحاب القول الأول وهم الجمهور وليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة وهي تلي مفسدة الكفر وربما كانت أعظم من مفسدة القتل ولم يقتل الله بهذه المفسدة قبل قوم لوط أحدا من العالمين وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحدا غيرهم وجمع عليهم من أنواع العقوبات من الإهلاك وقلب ديارهم عليهم ورميهم بالحجارة من السماء فنكل بهم نكالا لم ينكله بأمة سواهم وذلك لعظم مفسدة جريمتهم التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شاهدوها خشية نزول العذاب على أهلها فيصيبهم معهم وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى وتكاد الجبال تزول عن أماكنها ومن تأمل قوله تعالى ولا تقربوا الزنا أنه كان فاحشة وساء سبيلا وقوله في اللواط أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين تبين له تفاوت ما بينهما لأنه سبحانه نكر الفاحشة في الزنا أي هو فاحشة من الفواحش وعرفها في اللواط وذلك يفيد أنه اسم جامع لمعاني اسم الفاحشة كما تقول زيد الرجل ونعم الرجل زيد أي أتأتون الخصلة التي استقر فحشها عند كل أحد فهي لظهور فحشها وكماله غنية عن ذكرها بحيث لا ينصرف الاسم إلى غيرها وأكد سبحانه وتعالى فحشها بأنه لم يعملها أحد من العالمين قبلهم وحكم عليهم بالإسراف وهو مجاوزة الحد فقال بل أنتم # قوم مسرفون وسماهم فاسقين وأكد ذلك سبحان بقوله تعالى ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث أنهم كانوا قوم سوء فاسقين وسماهم أيضا مفسدين في قول نبيهم رب انصرني على القوم المفسدين وسماهم ظالمين في قول الملائكة أن أهلها كانوا ظالمين ولوط النبي صلى الله عليه وسلم هو لوط بن هارون بن تارخ وهو آزر ولوط بن أخي إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم وكان إبراهيم يحبه حبا شديدا وهو أحد رسل الله الذي انتصر له بإهلاك مكذبيه وقصته مذكورة في القرآن في مواضع قال وهب بن منبه خرج لوط من أرض بابل في أرض العراق مع عمه إبراهيم تابعا له على دينه مهاجرا معه إلى الشام ومعهما سارة امرأة إبراهيم وخرج معهما آزر أبو إبراهيم مخالفا لإبراهيم في دينه مقيما على كفره حتى وصلوا إلى حران فمات آزر ومضى إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام ثم مضوا إلى مصر ثم عادوا إلى الشام فنزل إبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسله الله إلى أهل سدوم وما يليها وكانوا كفارا يأتون الفواحش التي منها هذه الفاحشة التي ما سبقهم إليها أحد من العالمين ويتضارطون في مجالسهم فلما طال تماديهم دعا عليهم لوط وقال رب انصرني على القوم المفسدين فأجاب الله تعالى دعاءه فأرسل جبريل وميكائيل وإسرافيل عليهم السلام في صورة رجال مردحسان فنزلوا على إبراهيم ضيفانا وبشروه بإسحاق ويعقوب ولما جاء آل لوط العذاب في السحر اقتلع جبريل عليه السلام قرى قوم لوط الأربع وكان في كل قرية مائة ألف رفعهم على جناحه بين السماء والأرض حتى سمع أهل السماء نبيح كلابهم وصياح ديكهم ثم قلبهم فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم الحجارة فأمطرت على شاردهم ومسافرهم وهلكت امرأة لوط مع الهالكين واسمها وعلة وقال أبو بكر بن عباس عن أبي جعفر استغنت رجال قوم لوط برجالهم ونساؤهم بنسائهم فأهلكهم الله أجمعين فخاف صلى الله عليه وسلم على أمته أن يعملوا بعملهم فيحل بهم ما حل بهم (حم ت ه ك) عن جابر بإسناد حسن

• (أن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك بالله) قيل أتشرك أمتك من بعدك قال نعم (أما) بالتخفيف (أني لست أقول تعبد) وفي نسخة يعبدون) شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن) أقول تعمل (أعمالا لغير الله) أي للرياء والسمعة (وشهوة خفية) قال المناوي للمعاصي يعني يراءي أحدهم الناس بتركه المعاصي وشهوتها في قلبه مخبأة وقيل الرياء ما يظهر من العمل والشهوة الخفية حب اطلاع الناس عليه (ه) عن شداد بن أوس

Страница 76