233

Сирадж Мунир

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Жанры

• (أن أحدكم يجمع خلقه) بفتح فسكون أي ما يخلق منه وهو المنى بعد انتشاره في سار البدن (في بطن أمه) أي في رحمها (أربعين يوما نطفة) أي تمكث النطفة هذه المدة تتخمر في الرحم حتى تتهيأ للتصوير وذلك أن ماء الرجل إذا لاقى ماء المرأة بالجماع وأراد الله أن يخلق من ذلك جنينا هيأ أسباب ذلك لأن في رحم المرأة قوتين قوة انبساط عند ورود منى الرجل حتى ينتشر في جلد المرأة وقوة انقباض بحيث لا يسيل من فرجها مع كونه منكوسا ومع كون المني ثقيلا بطبعه وفي منى الرجل قوة الفعل وفي مني المرأة قوة الانفعال فعند الامتزاج يصير مني الرجل كالأنفحة للبن (ثم يكون علقة مثل ذلك) أي يكون بعد مضي الأربعين قطعة دم غليظ جامد حتى يمضي أربعون يوما (ثم يكون مضغة) أي قطعة لحم بقدر ما يمضغ (مثل ذلك) أي مثل ذلك الزمن وهو أربعون (ثم يبعث الله إليه ملكا) وفي رواية ثم يرسل الله ملكا ثم بعد انقضاء الأربعين الثالثة يبعث الله إليه ملكا وهو الملك الموكل بالنفوس فينفخ فيه الروح وهي ما به حياة الإنسان قال الكرماني إذا ثبت أن المرا دبالملك من جعل إليه أمر ذلك الرحم فكيف يبعث أو يرسل وأجاب بأن المراد أن الذي يبعث بالكلمات غير الملك الموكل بالرحم الذي يقول يا رب نطفة إلخ ثم قال ويحتمل ان يكون المراد بالبعث أنه يؤمر بذلك انتهى ووقع في رواية يحيى بن زريا عن الأعمش إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بكفه فقال رب أذكر أم أنثى الحديث فيقول انطلق إلى أم الكتاب فإنك تجد قصة هذه النطفة فينطلق فيجد ذلك فينبغي أن يفسر الإرسال المذكور بذلك (ويؤمر بأربع كلمات) القضايا المقدرة وكل قضية تسمى كلمة (ويقال له اكتب) قال المناوي أي بين عينيه كما في خبر البزار (عمله) كثيرا أو قليلا صالحا أو فاسدا (ورزقه) قال المناوي أي كما وكيف حلالا أو حراما (وأجله) أي مدةحياته (وشقي) وهو من استوجب النار (أو سعيد) وهو من استوجب الجنة قال العلقمي وقوله وشقي أو سعيد بالرفع خبر مبتدأ محذوف والمراد بكتابة الرزق تقديره قليلا أو كثيرا أو صفته حلالا أو حراما وبالأجل هل هو طويل أو قصير وبالعمل هل هو صالح أو فاسد ومعنى قوله شقي أو سعيد أن الملك يكتب إحدى # الكلمتين كان يكتب مثلا أجل هذا الجنين كذا ورزقه كذا وعمله كذا وهو شقي باعتبار ما يختم له وسعيد باعتبار ما يختم له كما دل عليه بقية الخبر قال النووي المراد بكتب جميع ما ذكر من الرزق والأجل والسعادة والشقاوة والعمل والذكورة والأنوثة إن ذلك يظهر للملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وإلا فقضاء الله السابق على ذلك وعلمه وإرادته وكل ذلك موجود في الأزل (ثم ينفخ فيه الروح) أي بعد تمام صورته قال العلقمي ووقع في رواية مسلم ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات وظاهره أن النفخ قبل الكتابة ويجمع بأن الرواية الأولى صريحة في تأخير النفخ للتعبير بقوله ثم والرواية الأولى محتملة فترد للصريحة لأن الواو لا ترتب فيجوز أن تكون معطوفة على الجملة التي تليها وأن تكون معطوفة على جملة الكلام المتقدمة أي يجمع خلقه في بطن أمه في هذه الأطوار ويؤمر الملك بالكتب وتوسط قوله ينفخ فيه الروح بين الجمل فيكون من ترتيب الخبر على الخبر لا من ترتيب الأفعال المخبر عنها ومعنى إسناد النفخ للملك أن يفعله بأمر الله تعالى والنفخ في الأصل إخراج ريح من جوف النافخ ليدخل في المنفوخ فيه والمراد بإسناده إلى الله تعالى أن يقول له كن فيكون وقال ابن العربي الحكمة في كون الملك يكتب ذلك كونه قابلا للنسخ والمحو بخلاف ما كتبه الله فإنه لا يتغير (فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنة) يعني من الطاعات الاعتقادية والقولية والفعلية (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) تصوير لغاية قربه من الجنة قال ابن حجر في شرح الأربعين هو بالرفع (فيسبق عليه الكتاب) أي يغلب عليه كتاب الشقاوة (فيعمل بعمل أهل النار) قال العلقمي الباء زائدة والأصل يعمل عمل أهل النار وظاهره أنه يعمل ذلك حقيقة ويختم له بعكسه وقال المناوي بيان لأن الخاتمة إنما هي على وفق الكتابة ولا عبرة بظواهر الأعمال قبلها بالنسبة لحقيقة الأمر وأن اعتد بها من حيث كونها علامة (وأن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) يعني شيء قليل جدا (فيسبق عليه الكتاب) أي كتاب السعادة (فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة) أي فمن سبقت له السعادة صرف قلبه إلى عمل خير يختم له به وعكسه بعكسه وفي الحديث أن الذي سبق في علم الله لا يتغير ولا يتبدل وأن الذي يجوز عليه التغيير والتبديل ما يبدو للناس من عمل العامل ولا يبعدان يتعلق ذلك بما في علم الحفظة والموكلين بالآدمي فيقع فيه المحو والإثبات كالزيادة في العمر والنقص منه وأما ما في علم الله تعالى فلا يتغير ولا يتبدل وفيه أيضا التنبيه على أن الله تعالى قادر على البعث بعد الموت لأن من قدر على خلق الشخص من ماء مهين ثم نقله إلى العلقة ثم المضغة ثم نفخ فيه الروح قادر على أن يخلقه دفعة واحدة ولكن اقتضت الحكمة الإلهية نقله في الأطوار رفقا بالأم لأنها لم تكن معتادة فكانت المشقة تعظم عليها فهيأه في بطنها بالتدريج إلى أن تكامل ومرن تأمل أصل تخلقه من نطفة وتنقله في تلك الأطوار إلى أن صار إنسانا جميل الصوره مفضلا # بالعقل والفهم والنطق كان عليه أن يشكر من أنشأه وهيأه ويعبده حق عبادته ويطيعه ولا يعصيه وفي الحديث الحث على القناعة والزجر الشديد عن الحرص لأن الرزق إذا كان قد سبق لم يغن التعني في طلبه وإنما شرع الاكتساب لأنه من جملة الأسباب التي اقتضتها الحكمة في دار الدنيا وفيه أيضا أن الأقدار غالبة فلا ينبغي لأحد أن يغتر بظاهر الحال ومن ثم شرع الدعاء بالثبات على الدين وبحسن الخاتمة واما ما قاله عبد الحق في كتاب العاقبة أن سوء الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره وإنما يقع لمن طويته فساد أو ارتياب ويكثر وقوعه للمصر على الكبائر والمجتريء على العظائم فيهجم عليه الموت بغتة فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة فيكون ذلك سببا لسوء الخاتمة فهو محمول على الأكثر الأغلب (ق ع) عن ابن مسعود

• (أن أحدكم إذا قام يصلي إنما يناجي ربه) المناجاة المساررة والمخاطبة (فلينظر كيف يناجيه) أي بتدبر القراءة والذكر وتفريغ القلب من الشواغل الدنيوية (ك) عن أبي هريرة

• (أن أحدكم مرآة أخيه) أي بمنزلة مرآة يرى فيها ما به من العيوب الحسية والمعنوية (فإذا رأى) أي علم (به أذى) أي قذرا حسيا كان رأى ببدنه أو نحو ثوبه بصاقا أو مخاطا أو ترابا ونحوها أو معنويا كان رآه على حالة غير مرضية شرعا (فليمطه) أي يزله (عنه) ندبا فإن بقاءه به يعيبه (ت) عن أبي هريرة

• (أن أحساب أهل الدنيا) جمع حسب بمعنى الكرم والشرف (الذين يذهبون إليه هذا المال) قال المناوي قال الحافظ العراقي كذا في أصلنا من مسند أحمد الذين وصوابه الذي وكذا رواه النسائي يعني شأن أهل الدنيا رفع من كثر ماله وإن كان وضيعا وضعة المقل وإن كان في النسب رفيعا (حم ن حب ك) عن بريدة أبن الحصيب وأسانيده صحيحة

• (أن أحسن الحسن الخلق الحسن) بضمتين أي السجية الحميدة المورثة للاتصاف بالملكات الفاضلة مع طلاقة الوجه والمدارة والملاطفة لأن بذلك تتألف القلوب وتنتظم الأحوال (المستغفري أبو العباس في مسلسلاته) أي مروياته المسلسلة (وابن عساكر) في تاريخه (عن الحسن) أمير المؤمنين (ابن علي) أمير المؤمنين وإسناده ضعيف

• (أن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء) قال المناوي بكسر فتشديد ممدودا (والكتم) بفتح الكاف والمثناة الفوقية نبت يشبه ورق الزيتون يخلط بالوشمة ويختضب به ولا يعارضه النهي عن الخضاب بالسواد لأن الكتم إنما يسود منفردا (حم ع حب) عن أبي ذر الغفاري

• (أن أحسن ما زرتم به الله) قال المناوي يعني ملائكته (في قبوركم) أي إذا صرتم إليها بالموت (ومساجدكم) ما دمتم في الدنيا (البياض) أي الأبيض البالغ البياض من الثياب والأكفان فأفضل ما يكفن به المسلم البياض وأفضل ما يلبس يوم الجمعة البياض (ه) عن أبي الدرداء

• (أن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن به) أي يقرأه بتخشع وترقيق وبكاء فخيعش القلب فتنزل الرحمة (طب) عن ابن عباس

Страница 73