Сирадж Мунир
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Жанры
• (أن الله تعالى قال من عاد إلى وليا) المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته قال الكرماني قوله لي هو في الأصل صفة لقوله وليا لكنه لما تقدم صار حالا وقال ابن هبيرة في الإفصاح قوله عاد إلى أي اتخذه عدوا ولا أدري المعنى إلا أنه عاداه من أجل ولايته وهو وإن تضمن التحذير من إيذاء قلوب أولياء الله ليس على الإطلاق بل يستثنى منه ما إذا كانت الحال تقتضي نزاعا بين وليين في مخاصمة أو محاكمة ترجع إلى استخراج حق أو كشف غامض فإنه جرى بين أبي بكر وعمر مشاجرة وبين العباس وعلي إلى غير ذلك من الوقائع اه قال في الفتح وقد استشكل وجود أحد يعاديه أي ولي الله لأن المعاداة إنما تقع من الجانبين ومن شأن الولي الحلم والصفح عمن يجهل عليه وأجيب بأن المعاداة لم تنحصر في الخصومة والمعاملة الدنيوية مثلا بل قد تقع عن بغض ينشأ عن التعصب كالرافضي في بغضه لأبي بكر والمبتدع في بغضه السني فتقع المعاداة من الجانبين أما من جانب الولي فلله تعالى وفي الله وأما من جانب الآخر فلما تقدم وكذا الفاسق المتجاهر يبغضه الولي في الله ويبغضه الآخر لإنكاره عليه وملازمته لنهيه عن شهواته وقد تطلق المعاداة ويراد بها الوقوع في أحد الجانبين بالفعل ومن الآخر بالقوة (فقد آذنته بالمد وفتح المعجمة بعدها نون أي أعلمته والإيذان الإعلام (بالحرب) قال في الفتح واستشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق وأجيب بأنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب ينشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله تعالى لا يغلبه غالب فكان المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي اعمل به ما يعمل العدو والمحارب قال الفاكهاني في هذا تهديد شدي لأن من حاربه الله أهلكه وهو من المجاز البليغ لأن من كره من أحب الله فقد خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة فمن والى أولياء الله أكرمه الله وقال الطوفي لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله (وما تقرب إلي عبد # بشيء) أي من الطاعات (أحب إلي مما افترضته عليه) أي من أدائه ودخل تحت هذا اللفظ جميع فرائض العين والكفاية والفرائض الظاهرة فعلا كالصلاة والزكاة وغيرها من العبادات وتركا كالزنى والقتل وغيرهم من المحرمات والباطنة كالعلم بالله والحب له والتوكل عليه والخوف منه قال الطوفي الأمر بالفرائض جازم ويقع بتركها المعاقبة بخلاف النفل في الأمرين أي فإن الأمر به غير جازم ولا تقع المعاقبة بتركه وإن اشترك مع الفرائض في تحصيل الثواب فكانت الفرائض أكمل فلذا كانت أحب إلى الله تعالى وفي الإتيان بالفرائض على الوجه المأمور به امتثال الأمر واحترام الآمر به وتعظيمه بالانقياد إليه وإظهار عظمة الربوبية وذل العبودية فكان التقرب بذلك أفضل (وما يزال عبدي يتقرب) أي يتحبب (إلي بالنوافل) أي التطوع من جميع صنوف العبادات (حتى أحبه) بضم أوله لأن الذي يؤدي الفرض قد يفعله خوفا من العقوبة ومؤدى النوافل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة فلذلك جوزى بالمحبة التي هي غاية مطلوب من يتقرب بخدمته قال الإمام أبو القاسم القشيري قرب العبد من ربه يقع أولا بإيمانه ثم بإحسانه وقرب العبد بما يخصه به في الدنيا من عرفانه وفي الآخرة من رضوانه وفيما بين ذلك من وجود لطفه وامتنانه ولا يتم قرب العبد من الحق إلا ببعده من الخلق قال وقرب الرب بالعلم والقدرة عام للناس وباللطف والنصرة خاص بالخواص وبالتأنيس خاص بالأولياء وقد استشكل بما تقدم أولا أن الفرائض أحب العبادات المتقرب بها إلى الله تعالى فكيف لا تنتج المحبة والجواب أن المراد بالنوافل النوافل الواقعة ممن أدى الفرائض لا ممن أخل كما قال بعض الأكابر من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور (فإذا أحببته لتقربه إلي بما ذكر (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها) وقد استشكل كيف يكون الباري جل وعلا سمع العبد وبصره إلى آخره وأجيب بأوجه أحدها أنه ورد على سبيل التمثيل والمعنى كنت سمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي ما يحب هذه الجوارح ثانيها أن المعنى أن كليته مشغولة بي فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني ولا يرى ببصره إلا ما أمرته به ولا يبطش بيده إلا فيما يحل له ولا يسعى برجله إلا في طاعتي ثالثها أن المعنى اجعل له مقاصده كأن يرى لها بسمعه وبصره إلخ رابعها كنت له في النصرة كسمعه وبصره ويده ورجله في المعاونة على عدوه خامسها قال الفاكهاني وسبقه إلى معناه ابن هبيرة هو فيما يظهر لي أنه على حذف مضاف والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمعه به فلا يسمع إلا ما يحل سماعه وحافظ بصره كذلك إلخ وقال الفاكهاني يحتمل معنى آخر أدق من هذا الذي قبله وهو أن يكون سمعه بمعنى مسموعه لأن المصدر قد جاء بمعنى المفعول مثلا فلأن أملي بمعنى مأمولي والمعنى أنه لا يسمع إلا ذكري ولا يتلذذ إلا بتلاوة كتابي ولا يأنس # إلا بمناجاتي ولا ينظر إلا في عجائب ملكوتي ولا يمد يده إلا بما فيه رضائي ورجله كذلك وقال المناوي يجعل الله سلطان الحب غاليا عليه حتى لا يرى ولا يسمع ولا يفعل إلا ما يحبه الله عونا له على حماية هذه الجوارح عما لا يرضاه أو هو كناية عن نصرة الله له وتأييده وعنايته وإعانته في كل أموره وحماية سمعه وبصره وجميع جوارحه عما لا يرضاه (وإن سألني لأعطينه) أي ما سأل وقد استشكل بأن جماعة من العباد والصلحاء دعوا وبالغوا ولم يجابوا وأجيب بأن الإجابة تتنوع فتارة يقع المطلوب بعينه على الفور وتارة يقع ولكن يتأخر لحكمة فيه وتارة تقع الإجابة ولكن بغير عين المطلوب حيث لا يكون المطلوب مصلحة ناجزة وفي الواقع مصلحة ناجزة لو أصلح منها (وإن استعاذني) ضبط بوجهين أشهرهما أنه بالنون بعد المعجمة والثاني بالموحدة بعدها (لأعيذنه) أي مما يخاف وهذا حال المحب مع محبوبه (وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن) قال العلقمي في حديث عائشة وميمونة ترددي عن موته قال الخطابي التردد في حق الله غير جائز وأجاب بما حاصله أنه عبر عن صفة الفعل بصفة الذات أي عن الترديد بالتردد وجعل متعلق الترديد اختلاف أحوال العبد من ضعف ونصب إلى أن تنتقل محبته في الحياة إلى محبته للموت فيقبض على ذلك قال وقد يحدث الله في قلب عبده من الرغبة فيما عنده والشوق إليه والمحبة للقائه ما يشتاق معه إلى الموت فضلا عن إزالة الكراهة عنه فأخبر انه يكره الموت ويسوءه ويكره الله مساءته فيزيل عنه كراهته الموت بما يردد عليه من الأحوال فيأتيه الموت وهو له مريد وإليه مشتاق وجنح ابن الجوزي إلى أن التردد للملائكة الذين يقبضون الروح وأضاف الحق ذلك لنفسه لأن ترددهم عن أمره قالوا وهذا التردد ينشأ عن إظهار كرامة المؤمن على ربه فإن قيل إذا أمر الله الملك بالقبض فكيف يقع منه التردد فالجواب من وجوه أحدها أن معنى التردد اللطف به كان الملك يؤخر القبض فإنه إذا نظر إلى قدر المؤمن وعظيم النفع به لأهل الدنيا احترمه فلم يبسط يده إليه فإذا ذكرا مرر به لم يجد بدا من امتثاله والثاني أن يكون هذا خطاب لنا بما نعقل والرب منزه عن حقيقته بل من جنس قوله ومن أتاني يمشي أتيته هرولة فأراد تفهيمنا تحقيق محبة الرب لعبده بذكر التردد والثالث أن المراد أنه يقبض روح المؤمن بالتأني والتدريج بخلاف سائر الأمور فإنها تحصل بمجرد قوله كن سريعا دفعة (يكره الموت) أي لشدة صعوبته وكربه وأريده له لأنه يورده موارد الرحمة والغفران والتلذذ بنعيم الجنان (وأنا أكره مساءته) فأشوقه إليه بما ألقيه عليه كما تقدم قال العلقمي قال في الفتح أسند البيهقي في الزهد عن الجنيد مفيد الطائفة قال الكراهة هنا لما يلقى المؤمن من الموت وصعوبته وكربه وليس المعنى أنه كره له الموت لأن الموت يورده إلى رحمة الله ومغفرته اه فلما كان الموت بهذا الوصف والله يكره أذى المؤمن أطلق على ذلك الكراهة ويحتمل أن تكون المساءة بالنسبة إلى # طول الحياة لأنها تؤدي إلى أرذل العمر وتنكيس الخلق والرد إلى أسفل سافلين وفي الحديث أن الفرض أفضل من النفل وقد عده الفقهاء من القواعد لكن استثنوا منها إبراء المعسر فإنه أفضل من إنظاره وإنظاره واجب وإبراؤه سنة وابتداء السلام فإنه سنة والرد واجب والآذان سنة وهو أفضل من الإمامة التي هي فرض كفاية على الراجح فيهما قال الطوفي هذا الحديث أصل في السلوك إلى الله والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه أداء المفترضات الباطنة وهي الإيمان والظاهرة وهي الإسلام والمركبة منهما وهي الإحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل والإحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والإخلاص والمراقبة وغيرها وفي الحديث أيضا أن من أتى بما وجب عليه وتقرب بالنوافل لم يرد دعاؤه لوجود هذا الوعد الصادق المؤكد بالقسم وقد تقدم الجواب عما يتخلف عن ذلك وفيه أن العبد لو بلغ أعلى الدرجات حتى يكون حبوبا لله لا ينقطع عن الطلب لما فيه من الخضوع له وإظهار العبودية قال الشيخ أبو الفضل بن عطا في هذا الحديث عظم قدر الولي لكونه خرج عن تدبيره وعن انتصاره لنفسه إلى انتصار الله له وعن حوله وقوته بصدق وتوكل (خ) عن أبي هريرة
• (أن الله تعالى قال لقد خلقت خلاق) أي من الآدميين (ألسنتهم أحلى من العسل) أي فيها يتملقون ويداهنون (وقلوبهم أمر من الصبر) أي فبها يمكرون وينافقون (فبي حلفت) أي أقسمت بعظمتي وجلالي لا بغير ذلك (لأتيحنهم) بضم الهمزة وكسر المثناة الفوقية بعدها مثناة تحتية فحاء مهملة فنون أي لأقدرن لهم (فتنة) أي ابتلاء وامتحانا (تدع الحليم) باللام (منهم حيران) أي تترك العاقل منهم متحير ألا يمكنه دفعها ولا كشف شرها (فبي يغترون أم علي يجترؤن) أي فبحلمي وإمهالي يغترون والإغترار هنا عدم الخوف من الله وإهمال التوبة والاسترسال في المعاصي والشهوات (ت) عن ابن عمر بن الخطاب قال الترمذي حديث غريب حسن
• (أن الله تعالى قال أنا خلقت الخير والشر) أي قدرت كلا منهما (فطوبى لمن قدرت على يده الخير أي الخير الكثير حاصل لمن يسرته على يده (وويل) أي شدة هلكة أو واد في جهنم (لمن قدرت على يده الشر) أي جعلته سببا له قال المناوي لأن الله تعالى جعل هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والرشاد وشرها أوعاها للبغي والفساد (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف
Страница 374