Сирадж Мунир
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Жанры
• (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله) أي لإعجازه وتناسب ألفاظه واستحالة الكذب في خبره (وأوثق العري كلمة التقوى) أي كلمة الشهادة أو هي الوفاء بالعهد (وخير الملل) الأديان (ملة إبراهيم) ولذلك أمر المصطفى بإتباعها (وخير السنن سنة محمد) لأنها أهدى من كل سنة وأقوم من كل طريقة والسنن جمع سنة وهي قوله أو فعله أو تقريره (وأشرف الحديث ذكر الله) لأن الشيء يشرف بشرف من هوله (وأحسن القصص هذا القرآن) لأنه برهان ما في جميع الكتب ودليل على صحتها لاشتماله على العجائب الحكم والآيات والعبر (وخير الأمور عوازمها) أي فرائضها التي فرض الله على الأمة فعلها (وشر الأمور محدثاتها) أي شر الأمور على الدين ما أحدث من البدع بعد الصدر الأول ولم يشهد له أصل من أصول الشرع (وأحسن الهدي هدي الأنبياء) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة أي أحسن الطرائق والسير طريقة الأنبياء لعصمتم من الضلال والإضلال (وأشرف الموت قتل الشهداء) لأنه في الله ولله ولإعلاء كلمة الله (وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى) أي الكفر بعد الإيمان فهو العمى على الحقيقة (وخير العلم ما نفع) أي بأن صحبه عمل وفي نسخة وخير العمل ما نفع أي بأن صحبه إخلاص (وخير الهدي ما اتبع) بالبناء للمجهول أي اقتدى به كنشر علم وتأديب مريد وتهذيب أخلاق (وشر العمى عمى القلب) أي كون الشخص لا يبصر رشده قال تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى قال البيضاوي والمعنى من كان في هذه الدنيا أعمى القلب لا يبصر رشده كان في الآخرة أعمى لا يرى طريق النجاة (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي المعطية خير من الآخذة إذا لم يكن الآخذ محتاجا (وما قل) أي من الدنيا (وكفى) أي الإنسان لمؤنته ومؤنة ممونه (خير مما كثر والهي) أي عن ذكر الله والدار الآخرة لأن الاستكثار من الدنيا يورث الهم والغم والقسوة (وشر المعذرة حين يحضر الموت) فإن العبد إذا اعتذر بالتوبة عند الغرغرة لا يفيده اعتذاره لأنها حالة كشف الغطاء (وشر الندامة) أي التحسر على ما فات (يوم القيامة) فإنها لا تنفع يومئذ ولا تفيد فينبغي للإنسان أن يكثر من الأعمال الصالحة قبل وقوع # الندامة (ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرا) يروي بالفتح والضم وهو منصوب على الظرف وقال المناوي بضمتين أي بعد فوت وقتها اه أي أنه يأتي الصلاة حين أدبر وقتها (ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا) أي تاركا للإخلاص في الذكر فكان قلبه هاجرا للسانه غير مواصل له (وأعظم الخطايا) أي من أعظمها خطيئة (اللسان الكذوب) أي الكثير الكذب (وخير الغنى غنى النفس) فإنه الغني على الحقيقة (وخير الزاد) أي إلى الآخرة (التقوى) أي فعل الطاعات وتجنب المنهيات (ورأس الحكمة مخافة الله) أي الخوف منه فمن لم يخف منه فباب الحكمة وطريق السعادة دونه مسدود (وخير ما وقر في القلوب اليقين) أي التصديق الجازم بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم أي خبر ما سكن فيه نور اليقين فإنه المزيل لظلمة الريب (والارتياب كفر) أي الشك في شيء مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم كفر بالله وفي نسخ والارتياب من الكفر (والنياحة من عمل الجاهلية) أي النوح على الميت بنحو واكهقاه واجملاه من عادة الجاهلية وقد حرمه الإسلام (والغلول) أي الخيانة الخفية (من جثا جهنم) جمع جثوة بالضم أي الشيء المجموع يعني الحجارة المجموعة أي من جماعتها (والكنز كي من النار) أي المال الذي لم يؤد زكاته يكوي به صاحبه في نار جهنم (والشعر) بالكسر الكلام المقفي الموزون (من مزامير إبليس) إذا كان محرما (والخمر جماع الإثم) أي مجمعه ومظنته لما يترتب عليه من المفاسد (والنساء حبالة الشيطان) قال العلقمي قال في النهاية حبالة بالكسر هي ما يصاد به من أي شيء كان وفي رواية حبائل الشيطان أي مصائده (والشباب شعبة من الجنون) لأنه يميل إلى الشهوات ويوقع في المضار (وشر المكاسب كسب الربا) أي التكسب به فهو من الكبائر (وشر المأكل) أي المأكول (مال اليتيم) أي بغير حق قال تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا أي ملئها نارا لأنه يؤول إليها وسيصلون بالبناء للفاعل والمفعول أي يدخلون سعير أي نارا شديدة (والسعيد من وعظ بغيره) قال الناوي أي من تصفح أفعال غيره فاقتدى بأحسنها وانتهى عن قبيحها اه ويحتمل أن المراد من وعظ بمن مات من أقرانه والله أعلم (والشقي من شقى في بطن أمه) أي حين يؤمر بكتابة أجله ورزقه وشقاوته (وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع) أي إلى القبر أي لابد من الموت وذكر ذلك لأنه الغالب (والأمر بآخره) بمد آخره أي إنما الأعمال بخواتيمها فإذا أراد الله بعبد خيرا وفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه (وملاك العمل) قال العلقمي قال في النهاية الملاك بالكسر والفتح قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه (خواتمه) يعني عمل الخير بوقوفه على سلامة عاقبته (وشر الروايا روايا الكذب) بفتح الراء المهملة جمع رواية بمعنى ناقل وفي حديث الرواية أحد الشاتمين أي وشر الناقلين ناقلوا الكذب (وكل ما هو آت) أي من الموت والقيمة والحساب (قريب) قال تعالى إنهم يرونه بعيدا ونراه # قريبا (وسباب المؤمن) بكسر السين المهملة قال العلقمي قال شيخنا والسباب الشتم (فسوق) أي فسق (وقتال المؤمن) أي بغير حق (كفر) أي إن استحل قتله بلا تأويل سائغ أو هو زجر وتنفير (وأكل لحمه) أي غيبته وهو ذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه (من معصية الله) قال تعالى ولا تجسسوا بحذف إحدى التاءين أي لا تتبعوا عورات المسلمين فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته حتى يفضحه ولو في جوف بيته فظن السوء بأهل الخير من المؤمنين حرام ولا يغتب بعضكم بعضا أي لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا بالتخفيف والتشديد تمثيل فيه مبالغات الاستفهام المقرر وإسناده الفعل إلى أحد للتعميم وتعليق المحبة بما هو في غاية الكراهة وتمثيل الاغتياب بأكل لحم الإنسان وجعل المأكول أخا وميتا فكرهتموه فاكرهوا الأكل وتولوا عنه وتباح الغيبة لأسباب منها التخابر من خاطب امرأة ونحوه كمن أريد الاجتماع به لأخذ علم أو صناعة فيجوز ذكر عيوبه بل يجب وإن لم يستشر بذلا للنصيحة ومنها التظلم إلى سلطان أو قاض أو غيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه ممن ظلمه فيقول ظلمني فلان أو فعل بي كذا ومنها الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي فيقول لمن يرجو قدرته على الدفع فلان يفعل كذا فازجره ونحو ذلك ومنها الاستفتاء كأن يقول ظلمني فلان أو أبي أو أخي بكذا فهل له ذلك أم لا وما طريقي في الخلاص منه ودفع ظلمه عني ونحو ذلك ومنها أن يكون المغتاب مجاهرا بفسقه أو بدعت كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذلك بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر ومنها التعريف كما إذا كان معروفا بلقب كالأعمش والأزرق والقصير فيجوز تعريفه به ولا يجوز ذكره به تنقيصا وإن أمكن التعريف بغيره كان أولى (وحرمة ماله كحرمة دمه) أي كما يمتنع سفك دمه بغير حق يمتنع أخذ ماله بغير حق (ومن يتأل) بفتح الهمزة وتشديد اللام يقال تألي يتألى تأليا وإلى يؤلي إيلاء وكلاهما بمعنى اليمين أي من حكم عليه يحلف كأن يقول والله ليدخلن الله فلانا النار والله ليدخلن الله فلانا الجنة (على الله يكبه) بأن يفعل خلاف ما حلف عليه مجازاة له على جرأته وفضوله (ومن يغفر يغفر الله له) أي ومن يستر على مسلم فضيحة اطلع عليها يستر الله ذنوبه فلا يؤاخذ بها (ومن يعف) أي عن الجاني عليه (يعف الله عنه) أي يمح عنه سيئاته جزاءا وفاقا (ومن يكظم الغيظ) أي يكتمه مع قدرته على إنفاذه (يأجره الله) أي يثيبه لأنه محسن يحب المحسنين وكظم الغيظ إحسان (ومن يصبر على الرزية) أي المصيبة احتسابا (يعوضه الله) أي يعوضه عنها خيرا مما فات (ومن يتبع السمعة يسمع الله به) أي ومن يرائي بعمله يفضحه الله (ومن يصبر) أي على ما أصابه من بلاء (يضعف الله له) بضم المثناة التحتية وشدة العين المهملة المكسورة أي يؤته أجره مرتين (ومن يعص الله يعذبه) أي لم يعف عنه فهو تحت المشيئة (اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم # اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي ولأمتي) قاله ثلاثا لأن الله يحب الملحين في الدعاء (استغفر الله لي ولكم) أي اطلب منه المغفرة لي ولكم وفيه أنه يندب للداعي أن يبدأ بنفسه (البيهقي في) كتاب (الدلائل) دلائل النبوة (وابن عساكر عن عقبة بن عامر الجهني أبو نصر السجزي) بكسر السين المهملة (في) كتاب (الإبانة) عن أصول الديانة (عن أبي الدرداء) مرفوعا (ش) عن ابن مسعود موقوفا وإسناده حسن
Страница 336