100

Сирадж Мунир

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Жанры

• (أما بعد فوالله إني لأعطي الرجل وادع الرجل) أي اتركه فلا أعطيه شيئا (والذي ادع) أي اترك إعطاءه (أحب إلي من الذي أعطى ولكن) استدراك بني به جواب سؤال تقديره لم تفعل ذلك (أعطى أقوما لما أرى) بكسر للام أي اعلم (في قلوبهم # من الجزع) بالتحريك أي الضعف عن تحمل الفقر (والهلع) بالتحريك هو بمعنى الجزع فالجمع للإطناب أو هو شدة الجزع أو أفحشه (وأكل) بفتح فكسر (أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى) أي النفسي (والخير) أي الجبلي والداعي إلى الصبر والتعفف عن المسألة (منهم عمرو بن تغلب) بفتح المثناة الفوقية وسكون المعجمة وكسر اللام وتتمته فقال عمرو فوالله ما أحب أن يكون لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم أي ما أحب أن لي بدل كلمته النعم الحمر وهذه صفة تدل على قوة إيمانه ويكفيه هذه المنقبة الشريفة وفي الحديث أن الرزق في الدنيا ليس على قدر درجة المرزوق في الآخرة وأما في الدنيا فإنما تقع العطية والمنع بحسب السياسة الدنيوية فكان صلى الله عليه وسلم يعطي من يخشى عليه الجزع والهلع لو منع ويمنع من يثق بصبره واحتماله وقناعته بثواب الآخرة وفيه أن البشر طبع على حب العطاء وبغض المنع والإسراع إلى إنكار ذلك قبل الفكرة في عاقبته إلا من شاء الله وفيه أن المنع قد يكون خيرا للمنوع كما قال تعالى وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وسببه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بمال أو بسبي يقسمه فأعطى رجالا وترك رجالا فبلغه أن الذين ترك إعطاءهم تكلموا وعتبوا عليه فحمد الله ثم أثنى عليه ثم قال أما بعد فذكره (حم) عن عمرو بن تغلب

Страница 331