============================================================
السيرة المؤيدية اني توصلت إلى قطع الشجرة واستخلاص المال من تحتها وتحصيله فى منزلى مكان التوجه ، كل صبحة لدرهم (1) ودرهم آخذه ، فجعل فى نفسه أنه يأخذ فأسه غداة غد وكضى إليها ويخرج الكنز من تحتها ، فلما كان بالغداة تجهز على هذه النية فعتلا الشجرة بفأسه كى يقطعها ، فقيل له : يا إنسان شجرة أفضت يك من المسكنة والمجاعة إلى الثروة والحال الحستة لم تكلفتها بالقطع؟ ولم تعلوها بالفأس ؟ فقال : اغربوا عنكم هذا الكلام إنه لابد لى سن قطعها لاستخراج ما تحتها ، فقيل : إذا كان لابد من ذلك فدونك وإياها ، فلما رفع يله بالفاس ليهوى بها فى الشجرة جفت يده فى الهواء والنأس فيها وبقيت لا تتزل ولا تضم ، فقيل : يا جاهل إنما كان لك على قطعها السبيل حين لم عرفها ولم تعرف الخاصية (ب) التى فيها ، وبعد معرقتك بها فلا مبيل لك عليها . وكذا انت أيها الملك فلا سبيل لك على بعد أن عرفتنى وعرفت خاصيى .
وجرت بيى وبينه فى حال القوم الذين تساعدوا على إيذانى منافرة فى وقت آخر وقلت : ما ينجينى منك لا سخط ولا رضى ، فلقد كنت على إلبا قيل المعرفة قاصدا لروحى بلا بصيرة ولا بينة ، وكان يتجافى جنى عن المضجع رهبة من يغتانك وخوفا من سطواتك ، فلما سهل الله تعالى وأيقظك من رقدتك وجع بنى ويينك ففعلت بك ما لم يفعل يك والدك- أعنى من طريق الارشاد والأخذ به من الاختلال فى دينه إلى السداد .
صرت لا أتخلص من أذى من هم حولك ونصبهم لى اشراك الغوائل ولقائهم إياى بالخدع والمخاتل . فاستلب هذه اللفظة التى هى قولى * ففعلت بك ما لم يفعل آبوك * مستلبهم وقبحها مقبحهم ، وهولوا القصة فى نفسه وقالوا . هذه لفظة سا لقى بمثلها احد سلطانا ولا أدار بما يشبهها لسانا . وانتهت الحال به إلى اظهار موجدة وتكير زال بهما رسم الاجتماع فى ليالى الججمعات وتغير مدة مم رجع ، ولما عوتبت(ج) على بشاعة الكلمة المقدم ذكرها استظهرت فى الججواب بعذر بلغى عن ابن الاسكندر فأتيت به مشلا ، وقلت بلقى انه كان للاسكندر ابن يعزه ويكرمه ويرى الدنيا بعينه ، فلما انتهى به العمر إلى حد التعلم والتفهم اختار له أفضل الناس وأعلمهم ، فجعل يعلمه من كل شئ ويلقى إليه كل حكمة ، فلما شب الصى حوى من العلوم والحكم الشطر الأوفى جعل (د) يتقاعد بأييه ولا يرى له الرأى الذى يجب ، وكان توفره على اجلال معلمه وتوقيره من دون أبيه حى (1) في ك : لدرهم آخذه .- (ب) سقطت فى د.
(3) ف د: عوقيت . (د) فياء. جعله .
Страница 78