============================================================
السيرة المؤيدية الحسنة نفوسهم ، فمان ذلك لا يخلو من أحد قسمين : إما أن يصيب السهم الغرض وهو الغرض ، وإما أن ينسامع العباسى بذكر المكاتبة بيننا وبينهم فلا يدرى على أى صفة هى فيتجعد من جفته وينقبض ، فأذن فيه ، وكتيت الكتب على أحسن صيفة فيما يكتب فى مثله ، فكسر المرسل بها لتخلفه لحاجة فى الصدور ، واتتظم فى سلك من قال الله تعالى : "اينا يوجهه لا يأت بخيره (1) فدنا القوم ؟ زيادة دنوا ، وزاد الأمر فيما يحدث عنهم من فساد فى الأرض وعتو بسطا للايدى فى الأموال والحريم ، واستنانا بسنة من لا يؤمن بالله العظيم ، وحصلت العراق بجاورتهم مرتجقة، وصدور اهلها بالروع منهم متخسفة ، ووقمع التشاور على بكاتبة أبى الحارث(2) والعسكر البغدادى واشعارهم بكوننا هم سنادا ، ولهم في الارفاد والاتجاد عمادا ، وكتبت الكتب ونقذ يها من تحيف ريشه ريب المنون من قبل وصوله بها وإيصاله لها(1) ، وضاعت الكتب ، وتوجهت بتوجهه إلى الحجاز حاجا، ولما أبت استأنفت المكاتبة بما أنفذت به احمد بن الحسن (ب) فسابق حصوله بنواحى العراق دخول التركمانية بغداد(4) وسملكهم لها وحصول أبى الحارث والعسكر على نشز من أرضها بحيلة عملها اين المسلمة فيما يفرق شملهم ويقطع حبلهم ، فما كان كتابيى عندهم الا صحيفة نزلت من السماء ، واهتزوا له اهتزاز الأرض الهامدة لنزول الماء، وأجايوا يدعون ويشكرون ، ويقولون ما أوتينا عن ذلة ولا عن قلة ، ولكنا عن قوس المكر رمينا ، ولماء السحر سقيتا ، فان أخذتم بأيدينا أخذنا لكم البلاد ، وإن قلدتمونا نجاد تصركم وانجادكم ، فتحنا من جهتكم الأغوار والأتجاد ، والتمسوا من المال والخيل والسلاح ما يريش السهم ، ويمضى فى النهضة إلى عدوهم العزم ، ذاكرين أن الدرهم إذا تكلف هم فيما يمضى من سيف عزمهم غرارا عوضوا عنه دينارا ، وبأنه لا يرد (ج) ثانيأ كتابهم جوابا (د) هذا الكتاب إلا من الرحبة وقد تدبروها ، يفزعون من حرور خوف اليطشة التركمانية إلى ظل أمنة الدولة العلوية ، وينسمون نسيم نعيمها الفائح الريا ، ويلمحونوجه قبولها وإقبال الكريم المحيا ؛ فوقع الاهتمام باعداد المال والخيل والسلاح لتحمل إليهم .
(1) في ك: بها .(ب) في د. الحسين. (چ) فيي :انم0- (د) سقطت فى د (1) سورة التحل 026/19- (2) أبو الحارث أرسلان البساسيرى التركى الملقب بالمظفر كان مقدما على الأتراك خصيصا عند القائم بأمر العباس ، لا يقطع القائم أمرا دونه فتجير وطغى ، فجفاه القائم واستنصر عليه بطغرلبك السلجوقى (وقد تقدم فكره فى المقدمة) .ت (3) دخلت جيوش طنرلبك بغداد ، وخطب له على منابرها سنة 447 * (أبن الأثير ج ص418 وما بعدما).
Страница 128