Кино и философия: что они предлагают друг другу
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Жанры
فسمت الخيال العلمي بعيد التصور الذي يميز تجارب الفكر قد يحد من موثوقيتها. ومن الصعب غالبا تحديد طريقة التفكير، وكيفية تطبيق مفاهيمنا، في مواقف لا يمكن عرضها إلا باستخدام مصطلحات خيالية عامة للغاية. على سبيل المثال، اضطررنا إلى دعم تجربة الإحلال الآلي الافتراضية بمجموعة من الافتراضات الفلسفية كي نستطيع التحرك بها قدما. (ماذا لو لم تكن الذاكرة مخزنة في الحساسية الشبكية للخلايا العصبية؟ ماذا لو لم يكن الوعي ناتجا عن تدفق المعلومات داخل الدماغ؟) إذا استطعنا الاعتماد على حالات من الحياة الواقعية لاختبار نظرياتنا عن الهوية الشخصية عوضا عن التجارب الافتراضية الغريبة، تصبح مهمتنا أسهل. يعيدنا هذا الحديث إلى فيلمنا. لا يقدم «تذكار» حالة من الواقع، لكنه تجسيد خيالي لحالة حقيقية؛ ألا وهي مرض فقدان الذاكرة التقدمي المتفاقم. ويثبت لنا أن الصياغة التي قدمناها لتونا لنظرية الاستمرارية النفسية خاطئة.
لينارد شيلبي عاجز عن فعل ما تتطلبه منه هذه النظرية؛ هو عاجز عن ربط حلقة من الوعي المتدفق غير المتقطع بالحلقة التي تليها من خلال الذاكرة العرضية. يختبر شيلبي كل مرحلة من مراحل-الفرد كما لو كانت منفصلة تماما عن جميع الحلقات التي تسبقها بدءا من وقت إصابته. فآخر شيء يتذكره (أو يظن أنه يتذكره) هو مشهد احتضار زوجته. رغم ذلك، وبينما نشاهد الفيلم، يبدو واضحا لنا أن شيلبي هو شخص واحد قائم بذاته على مدار القصة، وتلك قناعة يدعمها عدد من العوامل؛ فهو لديه خطة ثابتة، ومجموعة متسقة من السمات والميول النفسية، وجسد وصوت واحد من البداية للنهاية. ويتضمن العديد من أجزاء الفيلم تعليقا صوتيا على الأحداث بصوته، وهو لا يواجه أي صعوبة في التحدث عن نفسه بوصفه لينارد شيلبي، وفي تخمين مجمل أحداث حياته، حياته هو. يعامله الآخرون بالفيلم باعتباره شخصا واحدا. وعلاوة على ذلك، يتذكر شيلبي حياته قبل إصابته الدماغية. على ما يبدو لا يوجد ما يدفعنا إلى الشك في كون شيلبي شخصا واحدا على مدار الفيلم. رغم ذلك يخفق شيلبي في الوفاء بشرط الاستمرارية النفسية فيما يتعلق بالهوية الشخصية، والذي وصفناه في الفقرات السابقة. إذن تلك رؤية خاطئة للهوية الشخصية. لقد أثبت الفيلم ذلك! (أو أعطانا مبررا جيدا للاعتقاد فيه؛ نادرا ما يتمكن الفلاسفة من بلوغ مرحلة إثبات فرضية ما إثباتا نهائيا.)
ما الخيارات التي تبقت لدينا؟ فلنتأمل عناصر الفيلم التي تدعم قناعتنا بأن لينارد شيلبي فرد واحد متفرد، على الرغم من التقطع المزمن لوعيه. فيما يلي نطرح خمسة احتمالات رئيسية: (1)
لدى شيلبي خطة حياتية مترابطة؛ وهي السعي مخلصا للوصول إلى قاتل زوجته. (ظهور تهديد لهذه الخطة هو ما يدفع إلى خداع ذاته خداعا قاتلا في الفيلم؛ فهو مستعد لفعل أي شيء تقريبا لحماية خطته والروايات التي تدعمها.) وبما أنه قد وضع هذه الخطة، وتمكن من اتباعها بتصميم لا يهدأ، ننزع إلى اعتبار شيلبي فردا واحدا يتبع مسارا متسقا عبر حياته، ولا نميل إلى تفسير الفيلم كشاهد على تفكك الشخص الذي كانه شيلبي في يوم من الأيام. رغم ذلك ، لا يعتبر وجود خطة مترابطة أمرا ضروريا أو كافيا لضمان الهوية الشخصية. فمن الممكن أن يمتلك كل من الفرق والمنظمات والمجموعات خططا مترابطة طويلة الأمد، وقد ينجرف الناس مع تيار الحياة دون هدف وبلا خطط. (2)
العنصر الثاني هو تمتع شيلبي بمجموعة من الميول والسمات الشخصية الراسخة. وهو من هذه الناحية شخص متسق على المستوى النفسي حتى لو لم يكن يستوعب حياته كتيار واع مترابط. رغم ذلك، ليست الميول النفسية هي السمات المناسبة لجعل الناس أفرادا، ولا تصلح وحدها لتحقيق هذا الغرض. قد يتشارك الناس في الميول؛ ومن ثم لا يمكن اعتبارها كافية لتحديد الهوية العددية. (تذكر أننا نبحث هوية شيلبي العددية، لا هويته الكيفية.) وقد يغير أحد الأشخاص ميوله النفسية بشتى الطرق (نتيجة لتجربة اعتناق ديانة جديدة على سبيل المثال)، إذن يبدو أن الميول النفسية عنصر غير ضروري لوجود الهوية. (3)
العنصر الثالث الذي يشجعنا على تمييز شيلبي كفرد هو الطريقة التي يعتبر بها شيلبي نفسه فردا، ويعتبره بها الآخرون في الفيلم أنه كذلك. يتحدث شيلبي بصوت واحد، ونحن كثيرا ما نسمع هذا الصوت من خلال التعليق الصوتي على الفيلم، ولا يلتبس علينا كونه الصوت نفسه (بالطبع التمتع بنفس الصوت ليس ضروريا ولا كافيا لضمان الاستمرارية). يشير شيلبي إلى نفسه بوصفه لينارد شيلبي، نفس الشخص الذي كان عليه بالأمس أو من عشر دقائق أو عشر سنوات. أليس اعتبار شيلبي نفسه فردا عنصرا حاسما؟ هل لديه سلطة تقرير ما إذا كان سيستمر في الوجود رغم كل ما قد حدث؟ قد ننجذب إلى الإجابة بنعم، لكن في الواقع رأي شلبي ليس عاملا حاسما. فنحن لا نملك هذا النوع من السلطة على استمرارنا الشخصي. على سبيل المثال لا يعتبر المرء امتدادا لنابليون لمجرد أنه يظن نفسه نابليون. إن استخدام شيلبي المستمر لضمير المتكلم لا يرسخ كونه فردا واحدا إلا في حالة كون كل استخدام للضمير يشير فعليا إلى الفرد نفسه، وفي حالة لينارد شيلبي، تثار تساؤلات حول ذلك. وعلى نحو مماثل، حقيقة أن الآخرين في الفيلم يعاملون شيلبي باعتباره فردا واحدا - الرجل الذي فقد ذاكرته - لا يثبت أنه فرد واحد إلا في حالة كون جميع هذه الاستخدامات لضمائر المخاطب والغائب، إلى جانب استخدام أسماء «ليني» و«لينارد شيلبي»، تشير جميعها إلى فرد واحد. وهذا تحديدا هو ما نسعى إلى إثباته.
7
لا يتبقى أمامنا الآن سوى خيارين: (4) استمرارية جسد شيلبي. و(5) ارتباط شيلبي بوعيه السابق بإصابته الدماغية من خلال الذاكرة العرضية. (بالطبع يوجد خيار آخر؛ وهو فقدان الأمل في إثبات استمرارية شيلبي كفرد، لكن من المفترض أن يكون هذا خيارنا الأخير؛ نظرا لأن الاستمرارية الذاتية هي طريقة طبيعية وتلقائية لتفسير الفيلم.) لنتأمل المسألة من زاوية استمرارية الجسد. هل يحق لنا زعم أن كل ما يحتاجه شيلبي كي يستمر، رغم إصابته بهذه الحالة المتفاقمة من فقدان الذاكرة التقدمي، هو امتلاكه الجسد نفسه يوما تلو الآخر؟ هل الهوية الشخصية تقتصر على هوية الجسد على مر الزمن؟ يؤمن بعض الفلاسفة أن هذا هو الحل الأمثل.
8
مع ذلك، من الصعب أن يرضينا حل كهذا؛ فهو يستبعد الكثير من الاحتمالات التي تبدو ذات قيمة حقيقية. على سبيل المثال، ربما من المستحيل فيزيقيا انتقال وعي أحد الأشخاص إلى جسد شخص آخر وتملكه (أو إلى جرة لحفظ رماد الموتى كما في فيلم «جميع أجزائي» (أول أوف مي) للمخرج كارل راينر (1984)) لكن في وسعنا تصور هذه العملية، وفي هذا السيناريو لن ينتابنا بداهة شك في أن الهوية ستتبع الوعي لا الجسد. وعلى المؤمنين بنظرية الاستمرارية الجسدية إيجاد سبيل يقبله العقل لتجريد تلك البديهيات من قوتها، وتلك مهمة في غاية الصعوبة.
Неизвестная страница