Кино и философия: что они предлагают друг другу
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Жанры
الفصل السادس
«جسر المطار» وحلم السفر عبر الزمن
مقدمة
في فيلم كريس ماركر «جسر المطار» (لا جيتي) (1963)، يشهد صبي صغير حادثة إطلاق نار على رجل في مطار أورلي بباريس، وبينما يكبر تظل ذكرى موت الرجل تطارده. «جسر المطار» هو فيلم عن الذكريات التي تطاردنا، وهو أيضا عن السفر عبر الزمن. سوف نستخدم هذا الفيلم من أجل مناقشة احتمالية السفر عبر الزمن، وفي خضم ذلك سوف نبحث طبيعة الزمن وأيضا طبيعة الاحتمالية.
استخدم ماركر سلسلة من الصور الفوتوغرافية الثابتة يصحبها تعليق صوتي يروي قصة الفيلم.
1
ونظرا إلى فكرة الفيلم الرئيسية - قدرة الذكريات على مطاردتنا - كان قراره باستخدام هذا الأسلوب قرارا ملهما؛ فالصور هي سبيلنا المفضل عند محاولة سد ثغرات ذاكرتنا، ودعم ادعاءاتها الواهية حول كينونتنا، واستكمال تفاصيل التجارب التي تخفق الذاكرة في حفظها. الصور متواطئة في سيطرة مشاهد الماضي علينا. لكن بطل «جسر المطار» (الذي لا نعرف اسمه قط؛ ومن ثم سنطلق عليه المسافر عبر الزمن) لا يحتاج إلى صور؛ فصورة الرجل المحتضر حفرت بعمق في ذاكرته ، ويتضح أن هذا تحديدا هو ما يجعله ملائما لرحلة السفر عبر الزمن بكل ما تتضمنه من صعوبات؛ ففيما يبدو، يتطلب السفر عبر الزمن مستويات غير عادية من التركيز، والهوس بصورة من الماضي يتيح ذلك.
إليك قصة الفيلم: دمرت مدينة باريس في حرب كارثية ومن نجوا من الحرب عاشوا سجناء تحت الأرض. أصبح العالم خرابا يحتاج إلى إنقاذ. يقرر المنتصرون في الحرب - وهم على ما يبدو ألمان - أن السبيل الوحيد للإنقاذ هو المستقبل؛ ومن ثم يشرعون في إجراء سلسلة من تجارب السفر عبر الزمن، ويقع الاختيار على بطل الفيلم ليخضع للتجربة، حيث ينجح في السفر إلى الماضي، إلى باريس قبل نشوب الحرب. هناك يزور امرأة، ويعود إليها مرة تلو الأخرى؛ فتطلق عليه «شبحها». ويقع كل منهما في غرام الآخر. وبعدما أتقن العلماء الألمان السفر إلى الماضي، بدءوا يجربون السفر إلى المستقبل. وهي عملية تفوق السفر إلى الماضي صعوبة؛ إذ يمنع شيء ما المسافر من المضي قدما في المستقبل، ويتضح أن المانع هو أهل المستقبل الذين أتقنوا علم السفر عبر الزمن وبدوا عازفين عن الترحيب بغريب من بدايات التاريخ البشري. لكن المسافر يتمكن أخيرا من التحدث إليهم وشرح مهمته؛ الجنس البشري في الماضي في خطر، وبما أنه سيتمكن من البقاء فإن المستفيدين من بقائه يدينون له بسبل تساعده على البقاء. يقبل أهل المستقبل على ما يبدو هذه المغالطة السفسطائية، ويمنحون المسافر محول طاقة جبارا ليصطحبه معه إلى زمنه، وهي مهمة ينفذها بالفعل، وتنجو البشرية من الفناء. بعدما أتم المسافر مهمته يخطط العلماء الألمان لإعدامه (فهم علماء «ألمان» أولا وأخيرا، وفيلمنا فيلم فرنسي أنتج عام 1963)، حينئذ يتدخل أهل المستقبل لإنقاذه، ويعرضون اصطحابه إلى المستقبل، لكنه يفضل العودة إلى فرنسا في عالم ما قبل الحرب إلى المرأة التي أحبها. عند عودته يجد نفسه في مطار أورلي (يبدو ذلك نذير سوء). يرى محبوبته فيركض ناحيتها لكن عميلا تابعا للعلماء الألمان كان يتبعه (فقد أتقنوا الآن تقنية السفر عبر الزمن)؛ ومن ثم يطلق عليه الرصاص قبلما يصل إلى المرأة. يشهد صبي الحادثة بأكملها؛ لقد شهد الرجل حادثة موته بينما كان صبيا. لا عجب إذن أن ذكرى هذا الحادث ظلت تطارده.
تلك قصة بسيطة ومتقنة من قصص السفر عبر الزمن.
2
Неизвестная страница