Кино и философия: что они предлагают друг другу
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Жанры
8
ستدخل الصور غرفة التحكم كمعلومات، وهذه المعلومات لا بد أن تقدم في صورة تتيح لك اتباع القواعد التي توضح لك ما عليك فعله بها، وهنا تكمن المشكلة؛ إذا دخلت المعلومات الغرفة بهذه الطريقة، فلا يوجد ما يضمن أنك ستستطيع فك شفرتها؛ فربما تبدو لك أشبه بالمزيد من الشخبطات العشوائية غير المفسرة وحسب. لن يمنعك ذلك من تمييز الأنواع المختلفة من الشخبطات؛ فلديك القدرة على تحديد الشكل المميز لكل نوع من الشخبطات والتعرف عليه مجددا كلما ظهر، ويمكنك فعل ذلك دون معرفة ما ترمز إليه هذه الشخبطات. يطلق الفلاسفة على هذا النوع من التركيب المعلوماتي اسم «تركيب نحوي». يشير سيرل إلى أن المعلومات ستصل إلى مركز تحكم داخل الروبوت في شكل تراكيب نحوية غير مفسرة. وبفضل القواعد المحفوظة في خزانة الملفات، يعرف الجالس في غرفة التحكم ما عليه فعله بالمعلومات ذات التركيب النحوي، لكنه لن يعرف كيف يفسر هذا التركيب. بعبارة أخرى: لن يعرف معنى أي من تلك التراكيب. وبهذه الطريقة، يمكننا بسهولة تخيل (حسنا، يمكننا أن نتخيل) روبوت غرفة صينية يقوم بمهامه الآلية بينما تجلس أنت في غرفة التحكم لأجل العمل على تيسير تلك المهام، وتظل مع ذلك لا تفقه شيئا.
يبدو سيرل محقا؛ تحويل الغرفة الصينية إلى روبوت يحوي غرفة صينية لن يتيح لنا تفنيد حجته. بالطبع قد تساعدنا الفكرة الأصلية رغم ذلك على تفنيدها؛ فالفكرة القائلة بأن التفاعل البيئي لا غنى عنه إذا أردنا لنظام ذكاء اصطناعي اكتساب الفهم، هي فكرة منطقية للغاية. والزعم الذي نطرحه ها هنا، نيابة عن سيرل، هو أن مجرد إضافة وظائف الروبوت إلى الغرفة الصينية لن يتيح للجالس في غرفة التحكم فهم ما يفعله الروبوت. إذا كانت حجة الغرفة الصينية الأصلية صحيحة، فإن حجة روبوت الغرفة الصينية ستكون صحيحة كذلك.
رد النظام
لن يفي رد الروبوت بالغرض، لكن يوجد رد أفضل في المتناول؛ تخيل أنك عالق داخل الغرفة الصينية (أو في مركز التحكم الخاص بروبوت الغرفة الصينية)، عاجز عن فهم ما يفعله النظام كله. وهو أمر لا يستدعي الدهشة؛ فأنت لست الغرفة الصينية ذاتها، بل أنت البرنامج الذي ينفذ أوامر النظام. بعبارة أخرى: أنت من يتولى المهام الروتينية ويتبع التعليمات دون تفكير. وتشبه في ذلك وحدة المعالجة المركزية داخل جهاز الكمبيوتر العادي. يتكون جهاز الكمبيوتر من أجزاء أخرى كثيرة بجانب وحدة المعالجة المركزية؛ يحتوي النظام بأكمله على قرص صلب، وذاكرة عشوائية، وذاكرة مؤقتة، وبطاقة عرض مرئي، ونظام تشغيل، وبرامج تشغيل، ووحدات طرفية من شتى الأنواع ... إلخ. إذا كنت تلعب دور وحدة المعالجة المركزية الخاصة بالغرفة الصينية، فأنت إذن لست الغرفة الصينية ذاتها، بل لست الجزء الأهم من الغرفة الصينية. في وسعنا إخراجك منها ووضع شخص آخر مكانك، ولن يلاحظ النظام أي تغيير على الإطلاق، ما دام بديلك قادرا على اتباع التعليمات مثلما كنت تتبعها. وبما أنك مجرد جزء صغير قابل للاستبدال من الغرفة الصينية، لن يدهشنا عجزك عن فهم ما يفعله النظام بأكمله. إذا كان هناك من يفهم اللغة الصينية في هذه التجربة الافتراضية، فهو النظام المتكامل. وأنت لست هذا النظام. هذا هو رد النظام على حجة سيرل.
لكن سيرل لا يزال بعيدا عن الاقتناع، فكيف يمكن عبر إضافة بعض قطع الأثاث (مثل خزانة الملفات، والسلة التي تحوي رموزا عشوائية، وغير ذلك) تحويل شيء عاجز عن الفهم (وهو أنت في هذه الحالة) إلى شيء قادر على الفهم (أي نظام الغرفة الصينية)؟ قد نندفع قائلين: «هذا هو ما يحدث وحسب.» خزانة الملفات عاجزة وحدها عن الفهم؛ فهي ليست سوى مجموعة من المعلومات الجامدة. وأنت أيضا عاجز عن الفهم؛ فلست سوى تابع أعمى للتعليمات. لكن إذا جمعنا الاثنين معا فقد نحصل على كيان أكبر من حاصل مكوناته. سنحصل على نظام معالجة معلومات نشط وفعال، وسيرل لم يقدم لنا ما يثبت أن نظاما كهذا عاجز عن فهم اللغة الصينية.
يحاول سيرل مجددا تفنيد هذا الرد أيضا؛ تخيل أنك في الغرفة الصينية منذ أمد طويل جدا حتى أصبحت مطلعا تماما على التعليمات في خزانة الملفات، وتخيل أنك تتمتع بذاكرة مذهلة مكنتك في النهاية من حفظ التعليمات كلها عن ظهر قلب، والآن عندما يصل قالب من الشخبطات العشوائية إلى الغرفة عبر فتحة المدخلات، لن تحتاج إلى الاطلاع على التعليمات في خزانة الملفات كي تعرف ما عليك فعله به، بل ستكتفي فحسب بالرجوع إلى ذاكرتك. يزعم سيرل أن في هذه التجربة الافتراضية الجديدة يتحول الشخص الجالس في الغرفة إلى نظام الغرفة الصينية ذاته لا مجرد وحدة المعالجة المركزية الغبية داخله. ورغم ذلك لن تعرف عم يتحدث نظام الغرفة الصينية، وسيظل الكلام مجرد شخبطات عشوائية بالنسبة إليك. يبين لك هذا أن نظام الغرفة الصينية عاجز عن فهم ما يتحدث عنه. لقد أصبحت أنت النظام الآن، لقد احتويت النظام بأكمله داخل ذاكرتك، ورغم ذلك ما زلت لا تفهم. كيف إذن يستطيع الكمبيوتر الفهم بأي حال؟
رد النظامين
لقد شرحنا لتونا ردا على حجة سيرل (رد النظام) ورد سيرل على هذا الرد. والآن حان الوقت لطرح ردنا الأخير (في الوقت الحالي على الأقل)، ألا وهو رد النظامين. يطلب منك سيرل أن تتخيل نفسك تحفظ قائمة تعليمات الغرفة الصينية بأكملها عن ظهر قلب. يبدو ذلك إنجازا عصيا على التصديق، لكن التجارب الافتراضية الفلسفية تسمح بما لا يصدق. دعونا نطلق على هذا الشخص ذي الذاكرة المذهلة اسم «ذو الرأس الكبير». في الظاهر ذو الرأس الكبير هو أنت بعدما اكتسبت قدرا من الذاكرة الإضافية. لكن المظاهر خداعة؛ فقد لا يبدو حفظ برنامج الغرفة الصينية في الذاكرة أمرا يختلف كثيرا عن حفظ أي شيء آخر، مثل جدول مواعيد قطارات أمريكا الشمالية مثلا، لكنه في الحقيقة في غاية الاختلاف. يختلف لأن ذا الرأس الكبير يستخدم تذكره لبرنامج الغرفة الصينية بطريقة خاصة جدا. عندما تتذكر جدول مواعيد القطارات كي تلحق بقطار ما، فإنك تخلق روابط بين الجدول وبين باقي ما تملكه من معرفة. أنت تعرف كيف تحدد الوقت وتعرف كم تبقى من الوقت على حلول الساعة الواحدة مساء. أنت تعرف أن الوصول في الساعة الثانية مساء من أجل اللحاق بقطار سيغادر في الواحدة مساء يعني أنك تأخرت على الأرجح على موعد القطار ... إلخ، لكن عندما يحفظ ذو الرأس الكبير تعليمات الغرفة الصينية في الذاكرة، لا يحدث هذا النوع من الاندماج المعرفي؛ فالجزء الخاص بالغرفة الصينية لدى ذي الرأس الكبير لا يندمج مع باقي أجزاء النظام المعرفي لديه اندماجا كاملا، بل لا يكاد يندمج على الإطلاق.
يتألف ذو الرأس الكبير فيما يبدو من نظامين معرفين: الأول هو النظام العادي الخاص بك؛ أي النظام الذي يمكنك من اللحاق بالقطارات في موعدها. والثاني هو نظام الغرفة الصينية؛ أي النظام الذي يتيح لذي الرأس الكبير التحاور مع متحدثي اللغة الصينية. بالطبع ستمر بوقت عصيب وأنت تحاول التوحد مع مكون الغرفة الصينية لدى ذي الرأس الكبير. سيظل هذا المكون غامضا بالنسبة إليك لأنه لا يندمج كما ينبغي مع باقي مكونات عقلك. أنت لا تفهم ما يفعله هذا الجزء. لكن هذا يعني ببساطة أنك لست ذا الرأس الكبير. يتألف ذو الرأس الكبير من نظامين، وأنت نظام واحد منهما فحسب. النظامان مرتبطان، لكن بطريقة غريبة بعض الشيء. يلعب نظامك دور البرنامج المنفذ لنظام الغرفة الصينية، وبدون تدخلك الرامي لاتباع المعلومات، كان نظام الغرفة الصينية سيظل قابعا في داخل ذاكرة ذي الرأس الكبير دون أن يقدر على تحقيق أي شيء.
Неизвестная страница