Кино и философия: что они предлагают друг другу
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Жанры
تلك هي غرفة سيرل الصينية (غيرنا بعض التفاصيل الفرعية تيسيرا للعرض). لقد تخيل الكمبيوتر من الداخل. في هذه الغرفة، يتبع الفرد عملية حاسوبية لمعالجة الرموز، وذلك هو جل ما تفعله أجهزة الكمبيوتر على حد قول سيرل. ذلك حقا هو كل ما «تستطيع» فعله. تشبه الغرفة الصينية برنامج دردشة آليا فائق القدرات، خبيرا في إجراء محادثات باللغة الصينية؛ تمثل الرموز المدخلة أسئلة المحاور وتعليقاته، في حين تمثل الرموز المخرجة إجابات الغرفة الصينية. بالطبع تجرى العملية كلها بإيقاع في غاية البطء. لكن بصرف النظر عن ذلك، ينبهر متحدثو الصينية البارعون بالمهارات التحاورية للغرفة الصينية. هم يطرحون الأسئلة ويبدون الملاحظات بينما تولد أنت الإجابات داخل الغرفة. وهكذا تجتاز الغرفة الصينية اختبار تيورنج، أو كانت لتجتازه لو لم تضيع كل شيء بسبب بطئك الشديد. لكن سيرل لا يعتقد أن المشكلة تكمن في السرعة إطلاقا، بل ما يهم ملاحظته هو أنك ستظل داخل الغرفة عاجزا عن فهم كلمة واحدة من المحادثات حتى لو اجتازت الغرفة الصينية اختبار تيورنج باللغة الصينية. أنت لا تعرف عما تدور ولا تدرك معناها، ومع ذلك تؤدي جميع العمليات التي يؤديها الكمبيوتر؛ أي تتعرف على الرموز عبر شكلها، وتتبع التعليمات الخاصة بكيفية التعامل معها. وهذا هو ما يفعله الكمبيوتر تحديدا. وعليه، إذا كنت لا تفهم محادثة الغرفة الصينية، فليس بوسع أي كمبيوتر إذن فهم محادثة. وبالطبع سيفهم الكمبيوتر أقل مما تفهمه، فأنت على الأقل تفهم التعليمات بما إنها مكتوبة بالإنجليزية وتتبعها عن قصد وتأمل، في حين يتبع الكمبيوتر التعليمات المعطاة له على نحو آلي أعمى، دون أي فهم على الإطلاق.
ابتكر سيرل تجربة الغرفة الصينية سعيا لطرح تسوية حاسمة ونهائية لمسألة الذكاء الصناعي. واستنتج أنه ربما تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي «محاكاة» الأفكار والمحادثات البشرية لكنها عاجزة عن «التفكير» أو «فهم» هذه المحادثات. بالطبع، لا تحل تجربة سيرل الافتراضية المسألة بأي حال؛ فالفلاسفة ليسوا سهلي الإقناع لهذه الدرجة.
6
ومن ثم ظهرت ردود لا حصر لها على حجة سيرل؛
7
سنستعرض سريعا ثلاثة منها؛ وهي «رد الروبوت» و«رد النظام» بالإضافة إلى ما سنطلق عليه «رد النظامين» (الرد الأخير في الواقع هو رد على رد. لكن لا داعي للفزع، لن تجده عصيا على الفهم).
رد الروبوت
هذا الرد على حجة سيرل هو في الحقيقة نوع من التسليم المخادع بها؛ فنحن نسلم بأن الغرفة الصينية لا تفهم شيئا لكن نزعم أن اللوم في ذلك لا يرجع إلى مجرد كونها تشغل برنامجا حاسوبيا، بل يرجع إلى أن البرنامج قابع فحسب داخل الغرفة. إن الغرفة الصينية التي يتخيلها سيرل لا تملك ما يكافئ الرجلين واليدين والعينين والأذنين؛ فإذا طرق أحدهم بابها فلن تتمكن من معرفة هويته، وعليها الاعتماد على رموز غامضة تصل إليها عبر فتحة المدخلات. قد تنقل هذه الرموز معلومات حول الشخص الواقف عند الباب، لكن الغرفة الصينية لا تتفاعل مباشرة مع هذا الشخص؛ هي منعزلة عن بيئتها. جملة القول: الغرفة الصينية ليست روبوتا، ربما كانت ستصبح أفضل حالا لو كانت كذلك. في فيلم سبيلبيرج، يتجلى فهم ديفيد وذكاؤه في الأساس من خلال تفاعله مع بيئته وتصرفاته اليومية، إلى جانب تنفيذه لخططه واستراتيجيته الطويلة الأمد كما في محاولته تحقيق حلمه بالتحول إلى صبي حقيقي. إن قدرة ديفيد على إجراء المحادثات تثير الإعجاب، لكننا واثقون على ما يبدو في أنه يعرف ما يتحدث عنه نظرا للطريقة التي يتفاعل بها مع بيئته. نحن متأكدون من أن ديفيد يعرف جزئيا معنى كلمة «تيدي» (اسم دميته) لأنه يستطيع مناداته ثم مطاردته وحمله.
إذن، رجوعا إلى قصة سيرل، دعونا نتخيل غرفة صينية داخل روبوت. تخيل أنك محشور في مركز التحكم داخله حيث تؤدي جميع العمليات الحاسوبية اللازمة لعمل الروبوت. بما أن الروبوت يتفاعل مع بيئته؛ فقد يستطيع فهم الأفكار المتعلقة بتلك البيئة، وربما يتمكن من معرفة هوية الواقف عند الباب لأنه قادر على رؤيته؛ إذن تكمن مشكلة تجربة سيرل الافتراضية في أن الغرفة الصينية الأصلية ليست مجهزة على النحو الذي يمكنها من فهم الأشياء فهما حقيقيا. يتطلب الفهم من المرء تفاعلا سببيا مع بيئته، في حين لا يتاح للغرفة الصينية سوى تفاعل لفظي مع متحدثي اللغة الصينية الذين يلقمونها ملاحظات تحاورية مكتوبة. تفتقد الغرفة الصينية الخلفية التفاعلية السببية اللازمة لفهم أي من تلك الملاحظات. ذلك رد الروبوت على حجة سيرل، وهو رد له بعض المزايا؛ ففي النهاية ديفيد ليس غرفة صينية، وقد يستطيع فهم ما يحدث له لأنه روبوت وليس برنامج دردشة آليا.
لكن لدى سيرل ردا مقنعا على ذلك؛ فلنفترض أننا حولنا الغرفة الصينية إلى روبوت، ثم وضعناك داخل مركز التحكم؛ وبذلك نكون وهبنا روبوت الغرفة الصينية هذا ملكة الإدراك؛ إذ يصبح قادرا على أن يرى ويسمع ويلمس ما يحيط به. لكن هذا لا يعني أنك - الشخص القابع بداخله - تستطيع ذلك أيضا. وتثبيت كاميرا على الروبوت من الخارج كي تنقل لك في غرفة التحكم صورا للعالم الخارجي لن يحل المشكلة؛ فماذا ستستطيع فعله بتلك الصور ؟ نحن لا ندرك العالم لأن شخصا صغير الحجم يجلس داخل رأسنا يشاهد التليفزيون، وينطبق ذلك على الروبوت، وعلى روبوت الغرفة الصينية كذلك.
Неизвестная страница