Кино и философия: что они предлагают друг другу
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Жанры
باتمان مشغول للغاية. في الوقت نفسه تطفو عبارتان عاجزتان عن التحرك في النهر؛ تحمل إحداهما مجموعة من السجناء بينما تحمل الأخرى ركابا عاديين، وكلتاهما مفخختان بقنابل جاهزة للانفجار. يرغب الجوكر في إجراء تجربة معينة، يملي تفاصليها التالية على الركاب (الدقيقة 57 من الساعة الثانية):
أنتم اليوم ستشاركون جميعا في تجربة اجتماعية. أنا على أتم الاستعداد الآن لتفجيركم على بكرة أبيكم حتى تبلغ أشلاؤكم عنان السماء، وإذا حاول أي منكم مغادرة العبارة فسأفجر الجميع. لدى كل منكم جهاز تحكم عن بعد يمكنه من تفجير العبارة الأخرى. عند منتصف الليل سأفجر الجميع، لكن إذا ضغطت إحدى العبارتين على زر تفجير العبارة الأخرى فسوف أعفيها من الهلاك. من سيضغط على الزر إذن؟ حثالة أخطر المجرمين ممن أمر هارفي دنيت بإلقاء القبض عليهم، أم المجموعة اللطيفة من الركاب المدنيين الأبرياء؟ الخيار لكم. ولا تنسوا، عليكم الإسراع في اتخاذ القرار لأن من على العبارة الأخرى قد لا يتمتعون بهذا القدر من النبل.
بالطبع سينقذ باتمان الجميع في النهاية، وسيمنع الجوكر من تفجير كلتا العبارتين. لكن من هم على متن العبارة لا علم لديهم بأنه في طريقه لإنقاذهم. ماذا عليهم فعله؟ ماذا عليهم فعله من المنظور الأخلاقي؟
إليكم الاقتراح التالي: من أجل معرفة ما ينبغي فعله، عليهم تحديد أفضل النتائج - لا فيما يخص فردا واحدا فحسب من المتورطين بل فيما يخص الجميع - وبناء على ذلك تزكية الفعل الذي سيؤدي في الأغلب إلى هذه النتيجة. تلك تقريبا هي طريقة معالجة أتباع النظرية العواقبية للمسألة. من الوهلة الأولى، يبدو ذلك خيارا منطقيا. لكن أهو كذلك حقا؟ لاحظ أولا أننا بالغنا في تبسيط الموقف تبسيطا جذريا. قد تتذكر من الفصل الحادي عشر أن عملية اتخاذ القرار أعقد من تحديد الوضع الأفضل ومحاولة الوصول إليه. في ذلك الفصل عرضنا فكرة تعظيم الجدوى المتوقعة. تنتج الجدوى المتوقعة عن ترتيب النتائج من الأفضل إلى الأسوأ (ما يحدد لنا «جدوى» النتيجة) واحتمالية حدوث كل نتيجة. كي نحدد الجدوى المتوقعة لفعل ما، علينا معرفة جدوى النتائج المحتملة للفعل واحتمالية أو أرجحية تلك النتائج. وكما أوضحنا في الفصل الحادي عشر، تحديد ذلك أمر في غاية الصعوبة من الناحية العملية.
إذا التزمنا بمنهج تعظيم الجدوى المتوقعة، فيجب إذن على ركاب العبارتين تحديد قرارهم لا حسب الفعل الذي سيؤدي إلى تعظيم فرصة تحقيقهم لأفضل نتيجة ممكنة بل حسب الفعل الذي يتمتع بأعظم جدوى متوقعة. (يبدو الخياران متماثلين، لكن ثمة اختلاف بينهما. فتعظيم فرصة الحصول على أفضل نتيجة يدفع المرء إلى تجاهل فرص الحصول على ثاني أفضل أو ثالث أفضل نتيجة، بينما حسابات الجدوى المتوقعة تضع جميع النتائج المحتملة في الاعتبار.) في الفصل الحادي عشر، ناقشنا مفهوم الجدوى المتوقعة في سياق مشكلة جودا روزينثال مع عشيقته السابقة (فيلم «جرائم وجنح»، 1989). كان تفكير روزينثال منحصرا كليا في ذاته، وهو نموذج لما أطلقنا عليه التفكير المتعقل. يكمن الاختلاف بين التفكير المتعقل والتفكير العواقبي الذي نستعرضه الآن في كيفية وصف الجدوى. في التفكير المتعقل، يحدد الفرد صانع القرار الجدوى بناء على مصلحته الشخصية. أما في نوع التفكير الأخلاقي الذي نعرضه هنا، فيحدد صانع القرار الجدوى بناء على إجمالي مصلحة الجميع، بحيث لا تطغى مصلحة أي فرد على مصلحة الآخر. من المهم أخذ هذه التعقيدات في الحسبان بينما نواصل مناقشتنا لتجربة الجوكر الاجتماعية على الرغم من أن موقف الاختيار الذي يواجه جميع ركاب العبارة لا يتطلب منهم تأمل احتمالية أو جدوى أفضل ثاني أو ثالث نتيجة. (فليس بوسعهم فعل أي شيء لتضمين تلك النتائج؛ فالسعي وراء أفضل النتائج المتاحة وتعظيم الجدوى المتوقعة يتضح أنهما الشيء نفسه في هذا السيناريو.)
ما مدى نجاح التفكير العواقبي في التعامل مع تجربة الجوكر الاجتماعية؟ ما النتيجة الأفضل عند أخذ مصلحة جميع من ستمسهم التجربة في الاعتبار، على نحو متكافئ؟ أفضل نتيجة هي أن يظل الجميع على قيد الحياة، لكن يبدو أن الجوكر قد رتب الأمر بحيث يضمن عدم حدوث ذلك. أو هذا ما يفترض بالجميع على متن العبارتين تصديقه. حري بركاب العبارتين تصديق الجوكر؛ فقد حقق كل ما وعد به على مدار الفيلم؛ قال الجوكر إنه سيفجر أحد المستشفيات إذا لم يقتل محام معين، وعندما لم يقتل المحامي (لا عن تقصير في المحاولة) فجر المستشفى؛ قال الجوكر أنه سيغتال العمدة ولم يمنعه من ذلك سوى فعل بطولي قام به قائد الشرطة جوردن في اللحظة الأخيرة. وعلاوة على ذلك عجز باتمان عن إيقاف الجوكر حتى الآن، فلماذا الاعتقاد بأنه سيقدر على إيقافه هذه المرة؟ (كما نعلم جميعا نجح باتمان في إيقاف الجوكر لكنه لم يفعل ذلك إلا بعدما اتخذ ركاب العبارتين قرارهم.) إذن إذا كان حل الاعتماد على باتمان يبدو غير متاح بالفعل، فما أفضل الخيارات المتاحة الآن أمام الركاب؟ الخيار الأفضل في هذه الحالة هو نجاة الركاب المدنيين. لماذا؟ لأنهم قادرون على تقديم مساهمات في المجتمع تفوق بمراحل أقرانهم من السجناء؛ فضلا عن أن لديهم الكثير مما يقدمونه للآخرين، فلديهم عائلات وحياة مهنية وضرائب يجب دفعها. إذا أخذنا مصلحة الجميع في الاعتبار، من هم على متن العبارتين ومن ليسوا على متنهما كذلك، فستصبح أفضل النتائج المتاحة هي إنقاذ المدنيين بدلا من السجناء. (يوجد تعقيد آخر هنا ينبع من محدودية معرفة صناع القرار، فما أدرانا، ربما كان أحد السجناء (سجين أدين ظلما بالمناسبة ) في سبيله إلى اكتشاف علاج للغباء؛ ومن ثم يصبح تفجيره أسوأ النتائج المتاحة بكثير. إن تحديد أفضل النتائج غالبا ما يعتمد على معرفة ناقصة.) دعونا نركز على هذا الاستنتاج البغيض بعض الشيء وهو وجوب قبول جميع الركاب (بما فيهم السجناء أنفسهم) أن أفضل النتائج المتاحة هي الحفاظ على سلامة عبارة المدنيين. وعندئذ، ما الذي ينبغي فعله لتحقيق هذه النتيجة؟ لا بد أن يفجر ركاب عبارة المدنيين القنبلة على عبارة السجناء. (وعليهم الإسراع في ذلك، فكلما تأخروا في اتخاذ قرارهم، تزايدت احتمالية ضغط السجناء على زر التفجير أولا.)
كما تعلمون، بما أنكم قد شاهدتم الفيلم، لا يضغط أي من المجموعتين على الزر. يجري المدنيون تصويتا، وتأتي النتيجة بفارق كبير لصالح تفجير عبارة السجناء (396 موافقون، 140 معارضون). رغم ذلك، عند مجيء اللحظة الحاسمة، يفقدون أعصابهم. يبدو أحد ركاب عبارة المدنيين مقتنعا بأن الضغط على زر التفجير هو الحل الصائب، ويحاول التقدم والاضطلاع بالمهمة (الدقيقة 6 من الساعة الثالثة):
لا أحد يريد تلويث يديه. حسنا، سأفعلها أنا. أولئك الرجال على تلك العبارة قد اختاروا بالفعل، اختاروا القتل والسرقة. من غير المعقول أن نموت نحن أيضا.
لكن هذا الرجل يفقد أعصابه ويعود ليجلس في مقعده دون أن يضغط على زر التفجير. لم يستطع فحسب حمل نفسه على تفجير عبارة مليئة بالناس. من الصعب معرفة ما كان يفكر فيه تحديدا. لقد اختار أولئك السجناء بالتأكيد، ولم تكن جميع خياراتهم جيدة. هم اختاروا القتل والسرقة (أو بيع المخدرات أو التهرب من الضرائب أو التهرب من دفع غرامات ركن سياراتهم في الأماكن الممنوعة؛ لا يمكننا التأكد بدقة مما اختاروه). لكن ما لم يختاروه هو أن يوجدوا على متن عبارة محملة بالمتفجرات. ويبدو أن هذا القرار هو القرار ذو الأهمية هنا. ربما اعتقد الرجل أن حق السجناء في الحياة لا يعدل حق المدنيين الأبرياء، وإذا كان متاحا لطرف أن ينجو من تجربة الجوكر، فمن المفترض أن يكون هو الطرف الذي يستحق أفراده النجاة. هذه الطريقة في التفكير تختلف عن طريقة التفكير العواقبي، على الأقل في أكثر سماتها وضوحا. الاستحقاق سمة ترتبط بالماضي: ما يستحقه المرء يعتمد على ما فعله بالفعل . أما العواقبية فتتطلع إلى المستقبل: ما ينبغي فعله يعتمد على العواقب المستقبلية، لا على ما حدث بالفعل.
في عبارة السجناء، يقنع سجين، ترتسم على ملامحه شراسة غير عادية، الحراس بترك مهمة الضغط على الزر له، فيخاطب رئيس الحراس قائلا (الدقيقة 6 من الساعة الثالثة):
Неизвестная страница