Кино и философия: что они предлагают друг другу

Нивин Кабд Рауф d. 1450 AH
105

Кино и философия: что они предлагают друг другу

السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى

Жанры

2

وقد أعدت قصته كي تبرهن على أن العالم مكان لا يسوده العدل التام؛ فالأشخاص الصالحون (كليف وبن في الفيلم) قد يعانون بسبب صلاحهم أو على الرغم منه، والأشخاص الفاسدون (جودا وليستر) قد يلاقون نجاحا وازدهارا لا لسبب سوى استعدادهم لارتكاب السوء.

3

لقد نجح ألن نجاحا جليا في طرحه، وفقا لشروطه الخاصة، لكن ماذا يثبت أيضا بعيدا عن حقيقة غياب العدل التام عن العالم؟ هل يثبت زيف الأخلاق ، وأنها مجرد نوع من الاحتيال، وليس لها دور سوى التحكم في السلوك فحسب؟ هل يثبت أنه دون وجود إله لا يمكن وجود قيم أخلاقية مشروعة من منظور موضوعي؟ لا يثبت الفيلم تلك الفرضيات، ولا يقدر قطعا على ذلك؛ فتلك مجادلات ذات طبيعة تجريدية تفوق قدرة قصة، عن مجموعة معينة (وغير معتادة) من الأفراد، على تقديم إسهامات مقنعة في تلك المجادلات. فضلا عن أن المجادلات الفلسفية المصاغة كلاميا في الفيلم هي بوجه عام أخف وأضعف من أن تحمل وزنا فلسفيا كبيرا. سوف نتجنب القضايا الكبرى من هذا النوع، وسنركز عوضا عن ذلك على أحد أهم مواطن القوة في الفيلم، وهي تحريه لدوافع جودا روزينثال وردود أفعاله. إن جودا شخصية مثيرة للاهتمام، وقد رسمها وودي ألن بتفاصيل حية، وأداها مارتن لاندو أداء بديعا. سوف نتحرى دوافع جودا فلسفيا؛ مهمتنا الرئيسية هي طرح السؤال حول «ماهية الدافع لعيش حياة أخلاقية» ومحاولة الإجابة عنه. بالطبع قد لا يحظى هذا السؤال، في نهاية الفصل، بإجابة مثالية، لكننا سنبحث أشهر الإجابات التي قدمها الفلاسفة. سوف نسترشد بجودا روزينثال في مهمتنا أو سنتخذه على الأقل نموذجا رئيسيا.

لدى جودا مبررات أخلاقية قوية تدفعه ل «العزوف» عن الترتيب لقتل عشيقته السابقة. لكن يبدو أيضا، للوهلة الأولى، أن لديه أيضا مبررات شخصية قوية تدفعه للترتيب لقتلها. إذا كان سيفكر في نفسه وما سيصب في مصلحته الخاصة فحسب، لا فيما يفترض عليه فعله أخلاقيا أو في ديلوريز أو في أي شخص آخر متورط في مسائله، فقد يبدو عندئذ أن لديه مبررا قويا جدا للتخطيط لعملية القتل. يوجد تصادم ها هنا بين المبررات الشخصية والأخلاقية. القيم الأخلاقية تحث جودا على فعل شيء، بينما مصلحته الشخصية تملي عليه شيئا آخر؛ ومن ثم يتخذ سؤالنا الفلسفي الصيغة التالية: ما دافعنا لاتباع سلوك أخلاقي عندما لا يصب ذلك في مصلحتنا الشخصية؟

ما وراء الأخلاق، الأخلاق المعيارية، وعلم النفس الأخلاقي

يتفرع البحث الفلسفي في مجال الأخلاقيات إلى عدد من المستويات. في المستوى الأكثر تجريدا، يتحرى الفلاسفة طبيعة المفاهيم الأخلاقية عبر أسئلة من قبيل: ما الذي تعبر عنه تأكيدات أخلاقية مثل «من الخطأ تأجير قاتل للتخلص من عشيقة سابقة مزعجة»؟ هل التأكيدات الأخلاقية حقيقية من الأساس؟ وإذا كانت حقيقية، فما طبيعة السمات التي تجعلها كذلك؟ هل في وسعنا معرفة الحقائق الأخلاقية؟ كيف نستطيع اكتساب هذه المعرفة؟ ما أنواع الأدلة التي قد تدعم صحة زعم أخلاقي؟ هذا المستوى من البحث الفلسفي، المعروف باسم ما وراء الأخلاق،

4

لا يساعدنا بالضرورة على تحديد صحة مزاعم أخلاقية بعينها. فإذا كنت تريد معرفة العالم، فلن يساعدك على ذلك فيلسوف يخبرك عن ماهية الحقيقة، بل عليك أن تعرف أي الأشياء حقيقي وأيها زائف. أما التحري الفلسفي الأخلاقي، فيختص بمعرفة أي المزاعم الأخلاقية يتعين علينا قبوله، ويعرف هذا باسم الأخلاق المعيارية، وفي بعض الأحيان يطلق عليه الأخلاق الجوهرية. والقاعدة الذهبية في هذا المستوى من البحث هي اكتشاف نظرية أخلاقية ملائمة، نظرية تعلمنا كيف نحدد المزاعم الأخلاقية الصائبة. على سبيل المثال، قد تزعم نظرية أخلاقية ما أن جميع الأفعال لا تصبح صائبة أخلاقيا إلا إذا كانت «تعظم المنفعة» (سوف نبحث هذه النظرية تحديدا، التي تدعى النفعية، في الفصل الثالث عشر). على صعيد آخر، قد تزعم نظرية أخلاقية مختلفة أن الأفعال لا تكون صائبة إلا في حالة استيفائها لمجموعة محددة من الواجبات الأخلاقية (سوف نبحث هذا النوع من النظريات أيضا، والتي يطلق عليها نظريات الأخلاق الواجبة، في الفصل الثالث عشر). وقد تتحاشى نظرية أخلاقية أخرى تحديد الأفعال التي تعد صائبة أخلاقيا، على الأقل مباشرة، وتتحول عوضا عن ذلك إلى تحديد سمات الفاعل البشري الأخلاقي. وربما تزعم النظريات من هذا النوع أن الناس لا يصبحون صالحين أخلاقيا إلا إذا أظهروا، على نحو موثوق، مجموعة محددة من الفضائل الأخلاقية (سوف نتناول هذه النظرية، التي تدعى أخلاق الفضيلة، في الفصل الرابع عشر).

المسعيان كلاهما من التحري الفلسفي، ما وراء الأخلاق والأخلاق المعيارية مهمان للغاية، لكنهما أيضا مجردان نوعا ما. يفكر الفلاسفة كذلك في الأخلاق بطرق عملية أكثر مباشرة . فعندما نبحث الخواص الأخلاقية لمواقف معينة - مثل هل مساعدة شخص يرغب في الانتحار فعل مسموح به أخلاقيا؟ وهل يفترض خلع الصبغة القانونية عليه - نمارس ما يطلق عليه عادة أخلاق تطبيقية. لكننا في هذا الفصل سنضطلع بنوع آخر من التحري الفلسفي العملي في مجال الأخلاق. وهو مجال يطلق عليه علم النفس الأخلاقي، حيث يتحرى الفلاسفة أسئلة لا حصر لها عن علم نفس الفاعلين الأخلاقيين. (في الفصل التالي، الفصل الثاني عشر، نتناول جانبا مختلفا، وإن كان ذا صلة، من حياتنا الأخلاقية، ألا وهو الدور الذي يضطلع به الحظ فيها.)

Неизвестная страница