وسار مع الإمام (عليه السلام) (2) إلى صعدة فلما وصل صعدة قال: أريد الحج، فدافعه الإمام عليه السلام(3) أشد الدفاع، (وقال) (4): لابد لي، فأخذ منه الإمام (ع) عهدا وخطا بالرجوع فوفى بعد وقوفه في مكة ثلاث سنين، وقال الإمام الناصر (ع): مهما كان الفقيه إبراهيم بين أظهرنا فما نرى مكروها إن شاء الله تعال، (وكان) (5) كما قال وظن، وجاء مرة إلى عند الإمام فنزل الإمام عن جواده، وعانقه، وصافحه، وهو في بزة بالية فقال بعض من يليه: من هذا الذي عانقه الإمام ؟ فالتفت إليه الإمام وقال: هذا مجهول في الأرض، معروف في السماء، وكان الإمام يزوره الفينة بعد الفينة، زاره في ذمار إلى بيت أخ له من إخوانه ثلاث مرات، (مرة) (6) قال له: إن علم الله مني أني احب وصولك وتعبك إلي لم يكن لي جزاء إلا النار، وزاره الإمام إلى بيت سعيد بن منصور الحجي مرارا، وإذا كان معه في مخارج في جهاد تفقده الإمام (ع) بنفسه الشريفة، ويأمر من يتفقد طهوره وركوبه ونفقته، قال الإمام المهدي(عليه السلام) (7) لولده الناصر (ع): جاءني الفقيه إبراهيم الكينعي، وقال: يريد المسير معك إلى رداع، فعرفت أن الله قد نصرك وحفظك، وما هو إلا كالحرز في يدك، أو (ما) (8)معناه هذا، فقال الإمام الناصر [(ع)] (9): ذلك من فضل الله وبركات مولانا وسره، (وكان) (10) كما قال نصر (ع) نصرا ظاهرا لم يكن مثله في الوقت، قال لي الإمام الناصر [(ع)](11) يوما بيريم: ما كدنا نصدق بما يحكى عن الصالحين المتقدمين حتى شاهدنا الفقيه إبراهيم فوجدناه على أبلغ ما حكي عنهم لأن خوف الله تعالى والشوق إلى لقائه كاد يذهب روحه، يعلم الله تعالى ما أقف عنده ساعة إلا أظن (أن) (1) روحه قد خرجت، قال لي يوما رحمه الله تعالى(2) : يا يحيى، ما كنت أعرف الواصل والمتصل والحال إلا من الإمام صلاح، قلت: (فكيف) (3) ذلك ؟ قال: قد عرفته من الإمام، وقد وقفت عليه في كتاب (عوارف المعارف) للشهروردي(4) وهو في الخزانة فطالعه، كنت مع الإمام الناصر (عليه السلام) (5) بذمار، وكنت أحضر معهم للسماع في كتاب (الثعلبي)(6) في تفسير القرآن، فابتدأني الإمام (عليه السلام) (7) وقال (جاءتني) (8) ورقة من صعدة بأن الفقيه إبراهيم وصل من مكة وتوجع(9)من حلي إلى صعدة، وقد بلغ معه الضعف غاياته، يعلم الله تعالى أني سهرت هذه الليلة شغلا عليه وخيفة، فلما بلغه موت الفقيه رحمة الله تعالى وبركاته عليه سقط ما في يده، [وقال: الآن والعياذ بالله وقع ما كنا نحاذر] (10) فإنا بالله عائذون، ووقف بعده الإمام أشهرا، ووقع عليه أمر الله تعالى الموت الموت الموت فإنا لله وإنا إليه راجعون، نحمده على ما (منح) (11) ووهب وعلى ما استرجع وسلب ونستغفره ونتوب إليه، ونسأله ونتضرع إليه أن يوفقنا لكل ما يرضيه من (كل)(12) قول وعمل واعتقاد ونية، ويختم آجالنا بالخير والحسنى، ويثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والأخرى ، ويتقبل منا موالاتنا لأوليائه ومحبتنا لمحمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم، وقبره(ع)بالقبة الغراء بصنعاء اليمن مشهور، مزور، مقصود.
Страница 182