الفصل العاشر
الكفاح في صحيفة الجريدة
لم يكن مفر من أن تكون صحفنا الأولى - حين كنا نكافح الاستعمار - شخصية؛ إذ لم نكن ننشد في الصحيفة أخبارا أو فنونا في الطبع والتصوير، أو دروسا سياسية عن شئون العالم، أو شرحا للآداب أو العلوم، وإنما كنا ننشد شيئا واحدا أصيلا، هو تحرير بلادنا من المستعمر، وما عدا ذلك فقيمته ثانوية.
وكان يمكن بالطبع أن تشمل جرائدنا الأولى كل ما تحتويه الصحف الراقية، ولكن الاستعمار لم يترك لصحف الكفاح مجالا للرقي، إذ كان يتعقبها بالقضايا والمعاكسات الاقتصادية والإدارية حتى تفلس، وقد أنشئ «قلم المطبوعات» لهذه الغاية المفردة.
كنا نقرأ اللواء لشخصية الزعيم الشاب مصطفى كامل، وكنا نقرأ المؤيد لشخصية علي يوسف، وكنا نقرأ الجريدة لشخصية أحمد لطفي السيد.
وكانت «الجريدة» تكافح في ثلاث جبهات فيما بين 1906 و1915:
الجبهة الأولى:
هي مقاومة الاستعمار البريطاني.
الجبهة الثانية:
هي مكافحة الخديو عباس.
Неизвестная страница